أخبار منوعةالمقالات

أهمية الدور القانوني لاستضافة المملكة العربية السعودية لبطولة كأس العالم 2034

منصة الحدث ـ بقلم الباحثة القانونية : سرّاء أبو عوف

تُعد استضافة بطولة كأس العالم 2034 في المملكة العربية السعودية حدثًا تاريخيًا يتجاوز مجرد كونهامناسبة رياضية، بل هي خطوة استراتيجية ذات تأثيرات قانونية، اقتصادية، اجتماعية، وثقافية واسعةالنطاق. ستتطلب البطولة من المملكة بناء إطار قانوني متكامل يحكم جميع جوانب التنظيم والإدارة،بما في ذلك حقوق الأطراف المختلفة، البنية التحتية، والامتثال للمعايير الدولية. وفي هذا السياق، تلعبالقوانين دورًا محوريًا لضمان نجاح البطولة وتحقيق الفوائد المترتبة عليها، ليس فقط على المستوىالرياضي، بل على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

1. إعداد الأطر القانونية لتنظيم الحدث

أحد الجوانب الأساسية لاستضافة كأس العالم هو إعداد الاتفاقيات القانونية مع الاتحاد الدولي لكرةالقدم (فيفا). تتضمن هذه الاتفاقيات تحديد حقوق وواجبات جميع الأطراف المعنية، من الفيفا إلىالمملكة العربية السعودية نفسها. من أبرز الأمور التي يتم تنظيمها قانونًا:

حقوق البث الإعلامي: يجب على المملكة تنظيم عقود حقوق بث المباريات مع شركات البثالعالمية، بما في ذلك ضمان الوصول العادل للمشاهدين في جميع أنحاء العالم.

حقوق الرعاية والإعلانات: تفرض استضافة البطولة تنظيم عقود قانونية مع الشركات الراعية،التي تشمل الشركات الكبرى التي ترغب في الإعلان خلال البطولة، مما يتطلب تنظيم حقوق الإعلان علىمستوى عالمي.

التعاقدات مع المقاولين: بناء وتجهيز المنشآت الرياضية والفنادق ووسائل النقل يتطلبعقودًا قانونية مع الشركات المحلية والدولية. يجب أن تضمن هذه العقود التزام الشركات بمواعيدالتنفيذ، المعايير الفنية، وحماية الحقوق المالية للطرفين.

2. التوافق مع المعايير القانونية الدولية والمحلية

من أجل استضافة كأس العالم، سيكون على المملكة تعديل بعض قوانينها لتتماشى مع معايير الفيفاومتطلبات البطولة الدولية. يشمل ذلك:

تعديل قوانين البناء والتراخيص: سيحتاج بناء الملاعب والمنشآت الخاصة بالمباريات إلىالتوافق مع معايير الفيفا الخاصة بالسلامة والأمان. سيتم تطبيق قوانين البناء المحلية والدولية لتوفيربنية تحتية مناسبة وآمنة للمشجعين واللاعبين.

التشريعات المتعلقة بالسلامة والأمن: تتطلب البطولة تأمين مستويات عالية من الأمانلحماية اللاعبين، الجماهير، والمسؤولين. سيتم تنفيذ قوانين صارمة لتأمين المنشآت وتنظيم الأنشطةالأمنية بما يتماشى مع معايير الفيفا ومتطلبات الأمن الدولي.

التكيف مع القوانين البيئية: من الضروري أن تلتزم المملكة بقوانين البيئة المستدامة، مثلتقليل الانبعاثات الكربونية واستخدام تقنيات البناء البيئية في المنشآت الرياضية، لتلبية المعاييرالعالمية الخاصة بالاستدامة التي يشجع عليها الفيفا.

3. حماية حقوق الإنسان وضمان المساواة

تُعد حماية حقوق الإنسان أحد الأسس الجوهرية في استضافة الحدث العالمي مثل كأس العالم. ستكونالمملكة بحاجة إلى تطبيق قوانين تضمن حماية جميع المشاركين في البطولة، بما في ذلك اللاعبين،الفرق، المشجعين، والطاقم الفني.

حماية حقوق اللاعبين والفرق: يتعين على المملكة ضمان حقوق اللاعبين في الحصول علىالتأشيرات المناسبة، الرعاية الصحية، الأمن، والبيئة المناسبة للأداء الرياضي.

حقوق المشجعين والزوار: يجب على المملكة أن تضمن حقوق المشجعين والزوار، من حيثالأمن، الإقامة، وسهولة التنقل، وضمان احترام التنوع الثقافي والعرقي

مبادروة ملتزمون
زر الذهاب إلى الأعلى