أحداث مصورةالمناسبات

البيان الختامي لمركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام بالرياض

images-7

البيان الختامي

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحدث – الرياض  / إيمانا من مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام بالدور الأساسي في المساهمة الفاعلة لكل مكونات المجتمع في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي ترتكز في جانب مهم منها على المعرفة وتوطين التّقنية، وإنتاجها، عقد المركز خلال المدة من 6 إلى 8 ديسمبر 2016م “منتدى أسبار الدولي 2016” برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة الرياض، بفندق الريتز كارلتون، بمدينة الرياض، تحت شعار: (المعرفة قوة) ، بشراكة إستراتيجية مع وزارة العمل والتنمية الإجتماعية وشركة أرامكوالسعودية، وصندوق تنمية المواردالبشرية (هدف). وبدعم من مجموعة من شركات القطاع الخاص الظاهرة أسماؤهم في مطبوعات المنتدى.

وقد عني المنتدى في دورته الأولى، ببيان أهمية وضرورة التحول الشامل والسريع نحو مجتمع المعرفة، والاقتصاد القائم على المعرفة المنتِجة في المملكة، استنادا إلى أهميّة دورالمعرفة في رفع كفاءة القطاعات الإنتاجية والخدمية وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك خلال عشر جلسات إضافة للجلسة الختامية تحدث فيها اثنان وستون متحدثا ورئيس جلسة.

وتناول المنتدى ثلاثة محاور رئيسة هي: الطلب والإبتكار والسياسات، المنظمات والمعرفة، والتحول إلى مجتمع المعرفة. وقد تحدث في المنتدى (15) خبيرا دوليا من الولايات المتحدة وأوروبا، إضافة إلى (47) متحدثا ورئيس جلسة من المملكة العربية ودول الخليج العربي والدول العربية.

كما عقد المنتدى محاضرتين متخصصتين قدمهما خبيران عالميان في مجالات اقتصاد المعرفة تناولتا “السياسات الاقتصادية والنمو المستدام” و “بناء القدرات من أجل نقل التقنية” ونوّه الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد البروفيسور فين كيدلاند الذي قدم محاضرة عن السياسات الاقتصادية والنمو المستدام، بأن الابتكار هو المحور الرئيس لرؤية المملكة 2030.

وعقد المنتدى ست ورش عمل حضرها 157 متدربا حيث تم تسجيل الحد الأقصى لكل ورشة. وتناولت ورش العمل: المدن الذكية باعتبارها منصات للإبداع والابتكار، دور اتفاقيات العقود في نقل التقنية، دور الجامعات في اقتصاد المعرفة، دور المنظمات في اقتصاد المعرفة، شراكات القطاع الحكومي والخاص، وتصميم وتنفيذ الدورات التدريبية الفنية لنقل المعرفة.

وفي نهاية المنتدى انتهى المشاركون فيه والحاضرون لجلساته وفعالياته إلى ما يلي:

أولا: رفع الشكر والامتنان والعرفان بالفضل، لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أيده الله، وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز رعاه الله، وإلى ولي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، على ما يبذلونه وما يقدمونه من عطاء كبير لدعم التنمية المستدامة الشاملة في المملكة، وتطوير كافة بناها المعرفية ومساندة الاقتصاد الوطني وتقويته وتمكينه، وما تلقاه كافة مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية من تشجيع للاضطلاع بأدوارها المهمة في صناعة مستقبل فاعل ومنتج ومؤثر بحول الله تعالى وقوته.

ثانيا: رفع الشكر والتقدير والامتنان لمقام صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن فيصل بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، على كريم رعايته للمنتدى وحضوره حفل الافتتاح، وما أبداه سموه في كلمته الضافية من دعم ومساندة لرسالة المنتدى، وتوجيه سديد لفعالياته.

ثالثا: أطلق المنتدى عددا من المبادرات المهمة، في ما يلي، إيجاز لأبرزها:

  1.  أطلق معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي بن ناصر الغفيص عبر منصة منتدى أسبار الدولي 2016، خلال  حديثه حول منظومة وزارة العمل (الأيدي العاملة والمعرفة) في الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمنتدى مبادرة (عمل المستقبل) وهي مبادرة سيتم بلورتها خلال المدة القريبة القادمة. وتعد بمثابة فضاء تفاعلي يربط أصحاب الأعمال المستقلة ومختلف الفاعلين في سوق العمل، وتهدف إلى تشجيع الابتكار والمبادرة لإعداد جيل مبدع وقادر على العمل الذاتي لبناء عمله ومستقبله. كما تسعى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لمتابعة نتائج منتدى أسبار الدولي 2016، وإطلاق مبادرات أخرى تستثمرها على أرض الواقع تباعا، مع النظر لمشاركة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في المنتدى إيمانا بأهمية الاستفادة من الخبرات والتجارب والمعارف والعلوم التي طرحت في المنتدى.

وهذه بداية الطريق لمزيد من التعاون بين الجهات المختلفة في القطاعين العام والخاص من أجل مستقبل وطن واحد.

وفي إطار مناقشة المنتدى لدور التعليم واستنادا إلى مشاركة معالي وزير التعليم في إحدى جلسات المنتدى وما تضمنته تلك المشاركة من تخفيز على بناء مجتمع المعرفة وتوطيد العلاقة مع سوق العمل، فقد انتهى المنتدى إلى منظومة من الرؤى المهمة من بينها ما يلي:

– أهمية التحول إلى بيئة تعليمية إلكترونيّة تفاعليّة.

– ضرورة تطوير مناطق الابتكار بالجامعات وإنشاء مراكز علميّة متخصّصة في العلوم والتّقنية.

– دعم فكرة التّعلّم فضلا عن دعم التّعليم.

– الاهتمام بنوعية كل من المعلم والمتعلم.

– مواصلة إعداد وتطوير إطار قانوني مناسب لحماية مجتمع المعرفة ووضع ضوابط للحدّ من الاستغلال السيّء للمعرفة على غرار جرائم المعلومات والتعرّض للخصوصيّة.

– تثمين البوابة الوطنيّة للعمل كبرنامج يدعم الشفافيّة والكفاءة في سوق العمل السعودي.

– عدم الإقلال من المخاطر التي تهدد العالم جراء ما أطلق عليه معالي وزير الخارجية والتعاون الدولي سابقا في المملكة المغربية، الأستاذ محمد بن عيسى، في مداخلته للمنتدى، “التسابق على المعرفة”. باعتبار أن من المفارقات أن تكون المعرفة أحيانا سبب المخاطر ومصدرها، وفي ذات الحين وسيلة الدفاع لضمان البقاء.

  1. عرض صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) تبني الصندوق برنامجا للمبادرات المستقبلية التي يطلقها الصندوق قريبا، منها:
  • برنامج تمكين القيادات الوطنيّة.
  • برنامج دعم الشهادات المهنيّة الاحترافيّة.
  • مراكز الابتكار (LAB I)
  • البوّابة الإلكترونيّة للتّثقيف والإرشاد المهني.

  1. طرح مؤتمر منتدى أسبار الدولي 2016  مبادرة بالدعوة لإنشاء “هيئة للبحث والتطوير والابتكار”. وتكون هذه الهيئة على غرار بعض الهيئات النوعية التي تم بالفعل إنشاؤها في مجالات توليد الوظائف ورعاية المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

ثالثا: انبثقت عن الأوراق العلميّة وورش العمل ومداخلات الحاضرين مجموعة من النّتائج والتوصيات نورد أبرزها في ما يلي:

  1. ضرورة تعزيز السياسات والأنظمة التنافسية لتحفيز الإبتكار والإبداع،  وتثمين دور مجلس المنافسة السعودي كمؤسّسة رائدة هدفها تعزيز الكفاءة بما يضمن دفع الابتكار واكتساب قدرة تنافسيّة عالية بمزيد من التوجه لاقتصاد السوق.
  1.  أهمية توفير المناخ التنظيمي والمؤسسي الجيّد الذي يتّسم بالشفافية والمرونة والكفاءة بما يضمن حماية حقوق الملكيّة الفكريّة  واستقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر للشركات متعددة الجنسيات التي تعد محرّكا أساسيّا للابتكار ورفع مستوى الإنتاجيّة والقدرة التنافسيّة. مع التركيز على إبرام عقود مع هذه الشركات تضمن توطين العمالة وتوطين التّقنية.
  1. الاستفادة من البنية التحتية المعرفية التي جهزتها المملكة للتحوّل لمجتمع مبتكر ينتج ويصدّر المعرفة. وإنشاء بوابة إلكترونية تسهّل عمل المستثمرين المحليين والأجانب وتعرّف بالفرص الاستثماريّة والحوافز في الاقتصاد السعودي.
  1. الاستئناس بتجارب الدّول الأخرى ووضع برامج تعزّز دور الجامعة في تطوير النظام الاقتصادي وتمكّن من ترجمة الأفكار المنبثقة عن الأبحاث الإساسيّة في الجامعات إلى مشاريع ومنتجات ذات جدوى اقتصاديّة.
  1. بناء علاقة تعاون وشراكة وتكامل بين الحكومة والجامعات والقطاع الخاص وتجاوز تباين الأهداف بينهم بتأسيس رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار النتائج الاقتصاديّة والاجتماعيّة  في الأجل الطويل ولا تقتصر على الربح المادي السريع كهدف وحيد.
  1. التركيز على دور التعليم المستمر في ربط الجامعة بقطاع الأعمال ونقل التقنية والابتكار والتفاعل مع المجتمع.
  1. إيجاد مجلس استشاري يضم مستثمرين وأكاديميين يساعد على الابتكار  ويعزز التكامل بين الجامعة والقطاع الخاص ويتيح فرص الاستفادة من آراء الخبراء بما يتوافق مع سياق المجتمع السعودي.
  1. إنشاء صندوق تمويل خاص يهدف إلى تشجيع الأبحاث العلميّة  ويدعم الشركات المحفّزة على نقل التّكنلوجيا. واستثمار كافة أشكال وأنماط التمويل الممكنة في الخارج في مجال تطوير ونقل التكنلوجيا.

وفي مداخلته في إحدى جلسات المنتدى، أكد سعاد الأستاذ عبد الله بن حمد العطية نائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة القطري سابقا على ضرورة نقل التطنلوجيا والمشاركة في التطوير وإعادة النظر في عقود الشراكات مع الجهات الأجنبية المصدرة للتكنولوجيا والانتقال من مجرد الاستهلاك إلى الإنتاج.

  1. الاتجاه لبناء شراكات جديدة مع الدول المتقدمة معرفيا، والتركيز على دور المنظمات والجهات والمؤسسات غير الربحيّة وبناء شراكة معها لدعم مجتمع المعرفة.
  1. دعم الطّلب على السّلع المحلّيّة وتوطين النفقات كرافد أساسي للتشغيل  وتطوير الأفكار القيادية  وتشجيع المشاريع الصغيرة.
  1. ترك مجال أرحب للقطاع الخاص ليكون شريكا في تحقيق الأهداف وتحمّل المسؤوليّات، والمضيّ نحو الخصخصة الحقيقيّة طويلة المدى لضمان استقرار هيكلي للاقتصاد وتعزيز الكفاءة.
  1. النّظر لانخفاض أسعار النّفط كفرصة لترشيد الإنفاق الخاص والإنفاق الحكومي وإحداث إصلاحات شاملة وفق أولويّات من أبرزها تعزيز الشفافيّة، تخفيف القيود الإداريّة، متابعة إنجاز الأهداف المحددة، وتقويم الأداء العام.
  1. تشجيع الإنتاج البحثي والمعرفي والتركيز على التخصّص لانّه مفتاح الانتقال لمرحلة إنتاج المعرفة. مع وضع محفّزات وبناء  شراكات بين الجامعة والصناعيين لتبنّي الافكار والمنتجات المبتكرة وتحويلها إلى منتجات قابلة للتسويق بسرعة، ودعم مشاريع التقنية خارج المدن الكبرى.
  1. الاعتزاز بالمكتسبات  والاحتفاء بالنجاحات باشراك وسائل الإعلام لبث روح التفاؤل والمبادرة والأمل، وتسليط الضوء على قصص النجاح والاستفادة من التجارب لتعزيز الثقة في أبناء وبنات الوطن.

وختاما .. يتقدم مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام بالشكر الجزيل لكل من كان له يد في إقامة هذا المنتدى، وفي مقدمتهم القيادة الحكيمة في المملكة التي لم تأل ذخرا في التشجيع على دعم المعرفة وبناء الإنسان السعودي المتمكن.

كما يشكر المركز كل الشركاء والداعمين الذين قدموا نموذجا حيويا من المسؤولية الاجتماعية. ويشكر أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الجلسات والمتحدثين والحاضرين الذي أثرو جلسات العمل  على مستوى رفيع من الإدراك العميق بضرورة بناء مجتمع المعرفة المنتجة.

وصلى الله على نبينا محمد….

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى