أخبار منوعة

لقاءُ اجتمَاعٍ

 الأديبة الإعلامية هيفاء الأمين

رأيتُكَ بالأمسِ تجلسُ بقربِ إحداهنَّ تسألُها هلْ فكرْتِ بشيءٍ أنتِ تملكيهِ فاستغرَبَتْ سؤالَكَ ونظرَتْ إليكَ بشيءٍ منَ الاندهاشِ فحاوَلْتَ أنْ تكرِّرَ سؤالَكَ بشيءٍ منَ الجرأةِ فردَّدتَ السؤالَ وحانَتْ منكَ التفاتةٌ فرأيتَني وأنا أبدو كريشَةٍ في مهبِّ الريِحِ فبهَتَّ وكلفْتَ نفسَك عناءَ النظرِ إلى حُبٍّ قديمٍ كدتَّ أنْ تنساهُ ، وكدتَّ تسألُني بأي شيءٍ دفعتِني لكي أحبَّكِ وأردتِّ أنْ تملكيني بحبٍّ لمْ أردْ أنْ يتملكَني فما الذي تريدينَ أيها الحُبُّ الذي كانَ؟؟
فأنتِ مني بعيدَةٌ في مَصَبِّ نهْرٍ بلا ماءٍ فماذا تريدينَ منِّي؟

فإنْ أحببتِ أنْ أرتادَ أراضيَ اشتقتِ إليها فلا تكوني بها فإني لا أحبُّ لقاءَكَ ولا أحبُّ مَدَّةَ يَدِكِ بالحروفِ ولا أحبُّ ملاءَتَكِ التي تعطرُ بعطرٍ كرهْتُهُ ولا تُلِحِّي بالسؤال فإني أرجوكِ ،،، فأردتُّ أنْ أحصي كلماتِ الحبِّ التي لمْ يقلْهَا فما استطعتُ لأنهُ لم يقلْ شيئًا تمتمْتُ بصمتٍ وأنا لك عاشقةٌ ألستُ التي بدأتَ فأنتَ محبَةٌ أرادتْ أنْ تقولَ لا فقالتْهَا حتى بكتْ منها وما صبرَتْ حتى تأخذَ ما تريدُ وأنتَ الذي عندَهُ الكثيرُ بلْ هو الكثيرُ ذاتُهُ وما برأتُ نفسي من ذنبٍ فأنا أذنبْتُ فهلْ تسامِحُ مَنْ أتى بلا حُبٍّ بدأتُكَ بالحبِّ فأبيْتَ وتمنَّيْتُ أنْ تشقَّ قلبي لتعرفَ ما فيهِ ففعلتَ

ورأيتَ مَنْ فيهِ وهو أنتَ وحقِّ أحَبِّ الأشياءِ لديَّ تماسَكْتُ حتى أحدثكَ بحديثٍ لم تسمَعْهُ فأصغيتَ وكنتَ تكتمُ ما بكَ منْ براءةٍ فكنتَ كالطفلِ يحبُّ ويكرَهُ ويسألُ ويكسرُ فأنا الوعاءُ الذي كسرْتَ وأنا الدمُ الذي حللتَ فيا سيدي فِكَّني منء كلمَاتٍ لمْ تكنْ تعنيها فأنتَ كشاعرٍ أحَبَّ ولمْ يحبَّ فقالَ الكثيرَ وتخيَّلَ الكثيرَ وملأ الدنيا بشعرٍ لمْ يرغبْ بكتابتهِ فما تقولُ لشاعرٍ أحبَّ حسبَ نفسَهُ أميرَ الشعراءِ وأعظمَ المحبينَ وكلما قيلَ فلانٌ أحَبَّ قلتُ حسبتُهُ أنا فمَنْ تكونُ بكوْنٍ ملأه الله بحبٍّ وأنتَ ما أنتَ إلا ذرةٌ في أرجاءِ هذا الكونِ الفسيحِ وإنْ أحببْتَ فلستَ بأولَ مَنْ

أحَبَّ وإنْ لقيتُكَ فلا حكايَةٌ ولا سؤالٌ وإنْ اجتمعنا فما أراني أراكَ فأنتَ ذرَّةُ حُبٍّ .

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى