الحدث الثقافي

رسالة لكل أنثى …. كوني قوية

بقلم : خلود إسماعيل ..

إلى كل أنثى خرجت لهذا الكون واجهت الكثير من مصاعب الحياة كوني قوية ..

و لكي أكون واضحة  في كلامي ولست محرضه أريد أن اوضح أن للقوه معاني كثيره قد تفسر حسب كل شخص و توجهاته و أفكاره و تربيته قبل كل شيء.
القوه التي اقصدها هنا يا أنثى يا رقيقه يا جميله يا مثقفه هي أن تكوني قويه في الحق ،راقيه في التصرف، فالله تعالى وهبك وسام الكرامة و العزة فلا تقبلي أن تتنازلي عنه. القوه التي تبحثين عنها ليست أن تخوضي حروب خاسرة و فوضوية مع اطراف قد يسخرونك لتحقيق غاياتهم او قد تخوضيها فقط من أجل الظهور او من أجل أن تقولي للعالم انا هنا. لا تجعلي ما ترسب فيك منذ زمن من مشاعر سلبيه ان تكون هيا قبطانك ….. فهذا قمه الضعف لا تجعلي من نفسك سلاح ذو حدين أما أن تقتلي به من حولك أو أن تقتلي نفسك و تلعبي دور الضحية فتلك أسوء الأدوار. فهناك من يتربص بك ان كان قريب او بعيد زوج او أخ فلا تسمحي بذلك و كوني امرأه قويه مناضلة لها ألف روح ان كسرت واحده أظهرت أخرى أقوى منها ، كوني ايجابيه و اجعلي من ازماتك و تجاربك الفاشلة جسور لمناطق أكثر جمالا وخضره.
يرفعون الشعارات عاليا ليضللوك ويقولوا لك أنك مظلومة و بدون حقوق ليحركوك وفق ما يشاءون فلا تكوني بالغباء الذي يجعلك تصدقين ما يراه الآخرون ولكن صدقي فقط ما تشعرين وما تريدون. فهناك شعره رفيعة بين الحرية و الانحلال و الفرق بينهما كبير.
فليس كل دفاع عن النفس يتطلب أصوات عالية و تهديدات ليكون قويا بما يكفي ففي كثير من الأحيان قوتنا تكمن في صمتنا و تعاملنا بقليل من الحكمة.
اعلم انك سوف تقولين اننا في مجتمع ذكوري ظالم .. واننا لم نحصل على حقوقنا الا منذ عهد قريب … سأقول لك انني أحترم وجهه نظرك ولكن دعينا نرى من نماذج السيدات المؤثرات بشكل إيجابي في مجتمعنا ممن تعدينا سن الخمسين و نسأل انفسنا كيف استطاعوا تحقيق ذلك…… الجواب بكل سهوله هو انهم امنوا بأنفسهم فأمن الآخرين بهم و بمثابرتهم استطاعوا حجز مقعد على الخارطة.
فالحقوق التي تطالبين بها شريعة من شرائع الله لك و لكن كان يجب أن تتعلمي كيف تحصلين عليها ولا تتنازلي عنها او تفرطي فيها مستسلمة لمن اقوى سلطه منك.
يا سيدة يا كريمة النفس لم أكتب هذه الكلمات لأقول لك اصمتي و احتسبي…. لا بل اكتبها واقول لك دافعي عن حقوقك المنطقية العقلانية بما يرضى الله تعالى لأنه سوف يدهشك بالعطاء علمي ابنائك و بناتك و جميع من حولك ان لهم حقوق و واجبات وان لكل قاعده شواذ، و ان الله قسم الأدوار بين الاناث و الذكور بما يكفل حق كل منا ولكن لأننا فرطنا و تنازلنا اختلط الحابل بالنابل. فهناك الكثير ممن يجيدون فن التصفيق بقوه لمن يعانون مرض الظهور فلا تكوني ضمن صفوف هؤلاء المرضى.
كوني قويه بأن لا تسمحي بأن تكوني أضحوكة تحاك حولها النكت و لا تقبلي الإهانة لمجرد بحث عشوائي عن ذاتك، ولا تستمتعي بلعب دور الضحية و دافعي عن مبادئك و أخلاقك و دينك و قيمك و تقاليدك و الأهم من هذا …. هويتك ، لا تكوني أداه يحركها من يشاء لتحقيق مآربهم و رغباتهم بحجه الدفاع عنك فلا يوجد من يهمه ان تكوني في المقدمة سوى انت فقط.
فللقوة فنون اتقنيها و استمتعي بحقوقك وانت تقومين بواجباتك، كوني ذكيه راجحه العقل ،كوني سعيدة وانت تخالطين المساكين من البشر فقمه القوه هو ان تجالسي من يكرهك حتى بدون وجود أسباب أحيانا و يغتابك و مع ذلك يعاملك بكل احترام و ود فهذا كافي ان يقول لك أن لحضورك هيبه وانك قادره على فرض الاحترام الذي هو من أهم اسس كل العلاقات البشرية، تغاضي و تغافلي فأصحاب القلوب المريضة مساكين أولى ان ترفقي بهم فيكفي أن الله قد سلط عليهم أنفسهم.
لا تبددي وقتك في تبرير تصرفاتك لأشخاص لن يفهموك خاصه لو كنت على صواب ولا تسمحي بعلاقات منهكه ان تستنزف طاقتك .
ناقشي ولا تجادلي …كوني معطائه وأحب الخير للجميع ولكن لا تؤذي نفسك … ابتعدي عن أمراض القلوب و الأنانية ولا تلتفتي لمن ينسجون حبال الأكاذيب حولك فقد تكون هيا تلك الحبال التي توصلك للقمه. كوني مستمعه جيده ولكن ليس كل ما يقال حقيقه.
اثبتي لهم انك اساس الوجود و امتداده، كوني مؤثره بشكل إيجابي فرب كلمه تقولينها لأمراه تائهة تنيري بها طريقها مدى الحياه، ناضلي لتثقفي من هم في حاجه لذلك، رسخي الاحترام في قاموس كل شاب و شابه قد تصادفيهم ، ساعدي من هم في حاجه من أجل إسعادهم لا من أجل أن يقولوا هيا هنا. اخدمي مجتمعك بما يحتاجه ساهمي في أعمال تطوعية لنهضته وليس لدماره، مارسي دورك الانثوي في الحياه فكوني تلك الساحرة التي متى نطقت جعلت كل العيون عليها لجمال منطقها ،تسلحي بالثقافة والعلم وابتعدي عن تفاهات الامور، اهتمي بنفسك من الداخل و الخارج و اجعلي منها اولويه في كل شيء. فمن اعظم ما وهبك الله بناء الاجيال و خلق الاتزان في الاسر، اي ان مجتمعك مصيره بيدك و سر الحياه احد أسرارك. فلا تخجلي ان تذكريهم دائما بأن مكانتك كرمت من رب العباد فلا كراسي المناصب تقيمك و لا مقود السيارة هو من يجعلك ضمن العشرة الاوائل.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى