الحدث الثقافي

سمو الشيخ نهيان بن مبارك يفتتح المؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب في العاصمة “أبوظبي”

هيفاء الأمين- أبوظبي

في صباح اليوم السبت الموافق 19-1-2019 هذا التاريخ المميز وبفندق روتانا بجزيرة السَّعديات الثقافية بقاعة ألماس. في العاصمة “أبوظبي” التي اختيرت عاصمة للثقافة العربية مؤخراً افتتح اليوم معالي الشيخ “نهيان بن مبارك آل نهيان” وزير التسامح الإماراتي المؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب ، وذلك بمشاركة سبعة عشر وفداً يمثلون سبعة عشر اتحاداً؛ ورابطة؛ وأسرة؛ ومجلس كُتّاب، عرب، والذي تستمر فاعلياته مدة أربعة أيام على التوالي. حتى تاريخ 22 من الشهر الحالي .
ذلك بحضور سعادة الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك ال نهيان سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة وسعادة الشاعر والكاتب الصحفي حبيب الصايغ أمين عام الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وسعادة الدكتور وجيه فانوس نائب الرئيس ورئيس اتحاد كتاب وأدباء لبنان، وسعادة إبراهيم العابد مستشار رئيس المجلس الوطني للإعلام وبحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء والشعراء والكتاب ورؤساء وأعضاء الاتحادات والنقابات والجمعيات العربية للكتاب والادباء

وبدأ الافتتاح والذي قدمه الفنان الاماراتي الدكتور حبيب العطار عضو الاتحاد المستشار في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بعرض فيلم قصير حول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان نهيان ونهجه في التسامح مستعرضا لمواقف وأفكار ورؤية المغفور له بإذن الله فيما يخص مفهوم التسامح، الذي اعتمد على الالتزام بالقيم والمبادئ الإسلامية والعربية السامية.

ومن ثم جاءت كلمة معالي الشيخ “نهيان” التي أكد فيها على الدور الريادي للاتحاد باعتباره مظلة للعمل العربي القومي، والذي يشكّل مستقبل المنطقة لتتمكّن من استرداد مكانتها اللائقة في العالم، وأضاف أن ثقافة التسامح وبناء الهوية بين الأنا والآخر؛ والتعايش السلمي؛ واحترام معتقدات الآخرين؛ وثقافتهم؛ وتنوعهم هو مصدر قوة للمجتمعات البشرية لأجل تحقيق الخير والرخاء، وأشار إلى أن الهمّ الآن لم يعد القضاء على الفقر الجهل والمرض فحسب؛ بل -إضافة لكل هذا- إتاحة الفرصة للجميع ليعيش بسلام، ولأن الحضارة العربية فاعلة ومؤثرة فالأمر يقتضي الانحياز للحوار الهادف؛ والتعايش؛ والبعد عن التعصب والتحيز، ودعا قادة الفكر والأدب أن يكونوا ضمير الأمة المتسامح ومن ثمّ منوطٌ بهم بذل الجهد؛ واتخاذ الأدب وسيلة للانفتاح على الشعوب. ووجه معاليه كلمة قال فيها : أحييكم جميعاً أطيب تحية ، ويسرني كثيراً ، أن أرحب بالإخوة والأخوات ، ضيوفنا الكرام ، من البلاد العربية الشقيقة ، وأن أقدر لكم جميعاً ، اهتمامكم العميق ، بتطوير مسيرة مجتمعاتنا العربية ، دائماً نحو الأفضل ، وبتأكيد الدور الريادي ، للاتحاد العام للأدباء والكُتاب العرب ، باعتباره مظلة مرموقة ، للعمل القومي الهادف ، الذي يركز على تمكين الأدباء والكُتاب العرب ، من أداء دورهم، في تشكيل مستقبل المنطقة ، وتأكيد مكانتها اللائقة بها ، بين أمم العالم – أحيي فيكم، أيها الإخوة والأخوات ، حرصكم الكبير ، على توفير كل سبل العزة والقوة، للأمة العربية ، وتحقيق الوحدة والتآلف ، بين أقطارها – أحيي حرصكم الكبير ، على أن يكون اتحادكم بإذن الله ، مجالاً فعالاً ، لمناقشة الأمور المهمة ، في العمل العربي المشترك ، والخروج بقرارات وتوصيات مناسبة ، تجد طريقها الصحيح ، الى التطبيق والتنفيذ ، بإذن الله .
إنني أعبر لكم كذلك ، عن تقديري ، لاختياركم ” ثقافة التسامح وبناء الهوية بين الأنا والآخر ” ، موضوعاً لهذه الندوة ، وكما تعلمون ، فإن صاحب السمو الوالد ، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، حفظه الله ورعاه، قد وَجّه بأن يكون هذا العام، هو ” عام التسامح ” في الإمارات، وكما استمعنا معاً الآن ، في الحديث المسجل ، لمؤسس الدولة ، المغفور له الوالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عليه رحمة الله ورضوانه ، فإن التسامح والتعايش السلمي في الإمارات ، هو الحياة في سلام مع الآخرين، واحترام معتقداتهم وثقافاتهم ، وهو الإدراك الواعي ، بأن التعددية والتنوع ، في خصائص السكان ، هما مصدر قوة للمجتمعات البشرية – إن المغفور له الوالد الشيخ زايد ، كان يقول لنا دائماً ، إن الالتقاء بين البشر ، والاحترام المتبادل بينهم ، والعمل المشترك والنافع معهم ، يؤدي دائماً ، الى تحقيق الخير والرخاء للجميع – كان يقول لنا ، إن التسامح والتعايش مع الآخرين ، هو تعبير عن الثقة بالنفس ، والاعتزاز بالثقافة والهوية – كان يقول لنا ، إن القضاء على الفقر والجهل والمرض ، وإتاحة الفرصة أمام الجميع ، دونما تفرقه أو تمييز ، هي كلها نتائج إيجابية ، لمجتمع متسامح ، منفتح على ثقافات وإنجازات الآخرين – كان ، عليه رحمة الله ورضوانه ، يؤكد لنا ، أن التشدد ، والتطرف ، والمغالاة ، هي ظواهر بغيضه ، تنشأ نتيجة الفقر ، والفشل، والتشاؤم ، بينما التسامح والتعايش ، هي ظواهر محمودة ، تحقق الثقة والأمل في المستقبل – كان يقول لنا دائماً ، إن رسالتنا إلى العالم ، هي أننا في الإمارات ، بل وفي الأمة العربية كلها ، حريصون كل الحرص ، على تحقيق التعايش ، والتواصل ، والتآلف ، والحوار الهادف ، بين الجميع ، من أجل تحقيق السلام والاستقرار ، في كافة ربوع العالم .
مرحباً بكم جميعاً ، أيها الإخوة والأخوات ، في إمارات التسامح ، في عام التسامح ، الذي نفتخر فيه ونعتز ، بأن شعب الإمارات العظيم ، شعب مسالم ومتسامح ، بالفطرة والطبيعة ، يحظى بحمد الله ، بقادة حكماء ومخلصين ، حريصين على تنمية النموذج الرائد ، للتسامح والتعايش ، الذي أرساه مؤسس الدولة ، عليه رحمة الله – نرى ذلك بكل وضوح ، في توجيهات وإنجازات ، صاحب السمو الوالد ، الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان ، رئيس الدولة – حفظه الله ورعاه ، وفي أقوال وأعمال ، صاحب السمو ، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء ، حاكم دبي، وفي توجيهات وأعمال، صاحب السمو، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، ولي عهد أبوظبي ، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وفي أعمال وأقوال أصحاب السمو الشيوخ ، أعضاء المجلس الأعلى ، حكام الإمارات – إن القيادة الرشيدة في الإمارات ، وما تحظى به الدولة ، من شعب مخلص ، ونظام قوي، ومؤسسات فاعلة ، وتشريعات رشيدة ، وتلاحم عميق بين الشعب وقادته ، والتزام عميق ، بتحقيق العدل ، وسيادة القانون ، وبأن جميع السكان ، لديهم حق مطلق ، في الحياة الكريمة ، في أمانٍ واستقرارٍ وسلام – أقول إن ذلك كله ، جعلنا بفضل الله وحمده ، نعيش في دولة ، تمثل نموذجاً حضارياً ، وإنسانياً، وتنموياً رائعاً ، على مستوى العالم كله .
إنني آمل أن يكون ، نموذج التسامح في الإمارات ، أمامكم ، وأنتم تبحثون في هذه الندوة ، عن العلاقة بين التسامح والهوية ، وما يترتب على تفعيل هذه العلاقة الحميدة ، من سلامٍ ، واستقرارٍ ، وعملٍ هادف ، بما يسهم في تحقيق المصالح العربية المشتركة ، ويسعى نحو تقدم ورفعة المجتمع والانسان ، في المنطقة والعالم .
أيها الإخوة والأخوات :
إننى إذ أتمنى لكم ، النجاح والتوفيق ، في مناقشاتكم حول ” ثقافة التسامح وبناء الهوية ” ، فإنني حريص في الوقت نفسه ، على أن أعرض أمامكم ، وباختصار شديد ، لعدة نقاط ، ألخص بها وجهة نظري ، حول هذا الموضوع المهم :
النقطة الأولى : أن نقطة البداية دائماً، تتمثل في تحديد مفهوم واضح للهوية، والاتفاق على كافة أبعادها ، بما في ذلك ، منظومة القيم والعادات ، التاريخ ، التراث العربي والإسلامي ، الأصيل والمعاصر ، عناصر الولاء والانتماء ، التعددية في خصائص السكان ، وعوامل التجانس الثقافي ، الحرص على الارتباط بمسيرة العالم، إلى جانب الرموز الوطنية والقومية ، والخصائص والصفات ، التي تمثل عنواناً ساطعاً ، لأعمالهم وإنجازاتهم ، وكيف أن ذلك كله ، يسهم في تأصيل الهوية ، والامتداد بها ، إلى ساحات أرقى وأروع .
النقطة الثانية : إن علينا نحن العرب ، أن ندرك تماماً ، أن الإحاطة بعناصر هذه الهوية ، وتعميق مشاعر الاعتزاز بها ، هي أمور ضرورية ، لبناء قدراتنا التنافسية في العالم ، والتعود على معاملة الآخرين ، معاملة الند والنظير ، وذلك في اطار فهم ذكي، لطبيعة وأبعاد العلاقات ، بين الأمم والشعوب ، في عصر أصبح فيه العالم ، شئنا أم أبينا ، قرية صغيرة .
النقطة الثالثة : إن المناقشات والمداولات ، حول الهوية ، هي وسيلة مهمة للاطمئنان ، إلى أصالة تاريخنا ، وعراقة هويتنا – نحن العرب ، أصحاب حضارة عريقة، وأصول راسخة ، وأفكار متدفقة ، تؤهلنا دائماً ، للإسهام الفاعل والمؤثر، في مسيرة البشرية ، دون تشدد أو تعصب أو تحيز . نحن أمة ، قادرة ولله الحمد ، على أن تتعامل وتتفاعل مع الآخر ، دون أن يكون في ذلك ، أي مساس بشخصيتها ، أو هويتها ، على الاطلاق – لا خوف بأي حال ، على هذه الأمة الخالدة ، طالما نتمسك بمبادئنا ، وطالما نؤدي دورنا ، في نشر القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة ، وطالما نعرف قدراتنا وإمكاناتنا ، وطالما نحرص على تنمية هذه القدرات والإمكانات ، إلى أعلى مستوى ، بل وكذلك ، طالما نعرف كيف نتعامل مع العالم ، نأخذ منه ونعطيه ، خاصه وأن تاريخنا ، حافل للغاية ، بالكثير من الإنجازات الباهرة ، في هذا المجال .
النقطة الرابعة : هي أن وجودنا معاً اليوم ، في هذه الندوة ، حول التسامح والهوية ، هو تعبير قوي ، عن دور الأدب والفكر ، في تشجيع التفاعل الناجح ، بين أتباع الحضارات والثقافات ، بل وبناء العلاقات بين الأمم والشعوب ، على أساس التعاون والتعايش ، والتخلص من الصور الذهنية النمطية ، عن الآخرين .
إنني أدعوكم ، أيها الإخوة والأخوات ، أنتم قادة الفكر والأدب في المنطقة، إلى بذل كل الجهد ، من أجل أن يكون العمل الفكري والأدبي ، وسيلة للانفتاح ، بين الأمم والشعوب ، بحيث يتعرف كل منها ، على تاريخ الآخر ، وحضارته ، وعناصر هويته ، ويتعايش الجميع معاً ، في سلامٍ وتقدمٍ ووئام .
إنني أدعوكم ، أيها الإخوة والأخوات ، إلى أن تكونوا ضمير هذه الأمة ، تتخذون من أفكاركم ، وإنتاجكم الأدبي ، أداةً لنشر ثقافة التسامح والتعايش ، في المجتمع والعالم – أدعوكم الى الاتفاق معي ، في أن نجاحنا في هذا المسعى المهم، ينطلق أولاً وقبل كل شيء ، من تحقيق التقدم والأمن والاستقرار ، في كافة الدول العربية ، ولنتذكر دائماً ، أن قدراتنا على التأثير الإيجابي في هذا العالم ، ونجاحنا في الإسهام الفعال في مسيرته ، هما رهن بنجاحنا في الإفادة ، من الدروس الواقعية والتاريخية ، على حدٍ سواء : لا نغلق على أنفسنا الأبواب ، بل إن علينا أن ننفتح، على كل ما هو نافع ومفيد ، نقرأ عن تاريخ الشعوب ، نتعلم اللغات الأجنبية ، نتزود بثقافة الحوار ، ونتفهم كيف يكون التواصل الإيجابي والنافع ، مع الآخرين .
إن موضوع هذه الندوة ، أيها الإخوة والأخوات ، هو موضوع مهم ، ووجودكم جميعاً هنا ، هو دليل على حرصنا جميعاً ، على تحليل واقع الأمة ، والتعرف على التحديات التي تواجهها ، بحكمةٍ وأمانه ، وعرض الحلول المقترحة ، بوعيٍ وذكاء – مرة أخرى ، أرحب بكم جميعاً ، في دولة الإمارات ، بلدكم الثاني، وأدعو الله سبحانه وتعالى لكم ، بالتوفيق والنجاح ، في رسالتكم النبيلة ، التي تؤكد على الدور المهم ، للأدب والفكر ، في تحقيق تقدم الأمة ، وفي تنمية العلاقات والعمل المشترك بين أقطارها ، بل وكذلك في تعميق شعورنا جميعاً ، نحن العرب ، بالفخر والاعتزاز ، للانتماء لهذه الأمة الخالدة .

وعقب ذلك قام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان يرافقه سعادة حبيب الصايغ أمين عام الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب بتكريم الفائزين بجوائز هذا العام.
وفاز بجائزة القدس من العرب – بإجماع آراء اللجنة العليا – الكاتب والمفكر الإماراتي الدكتور يوسف الحسن عن مجمل أعماله التي تناولت القضية الفلسطينية والأصولية اليهودية في أمريكا، وهي أرفع الجوائز التي يمنحها الاتحاد العام، وقد فاجأ الدكتور يوسف الحاضرين بتبرعه بقيمة الجائزة لدعم المؤسسات الثقافية بالقدس وكذا إهدائها لروح الشيخ زايد -رحمه الله- مؤسس الدولة، ومعروف أن الدكتور الحسن يحمل الدكتوراه في العلوم السياسية، وشغل منصب وزير مفوض بوزارة الخارجية بدولة الإمارات، وأحد مؤسسي جريدة الخليج الإماراتية؛ وأول رئيس تحرير لها، وله العديد من المؤلفات عن الأصولية المسيحية واليهودية والحوار الإسلامي المسيحي والدبلوماسية العربية.
والدكتور يوسف الحسن يحمل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، وشغل منصب وزير مفوض بوزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث عمل في السلك الدبلوماسي منذ عام 1972، وقد مثّل الدولة في العديد من المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية، واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، كما شارك في الحوار العربي-الأفريقي.
وأشرف على تنظيم الندوة الدبلوماسية السنوية التي تنظمها وزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1986، كما رأس تحرير مجلة الدبلوماسي، وله العديد من المشاركات في الأنشطة الثقافية، وهو عضو في العديد من الجمعيات والمنظمات الثقافية والفكرية والإنسانية العربية منها والدولية. وكان أحد مؤسسي جريدة الخليج الإماراتية، حيث صدرت لأول مرة عام 1970، وشغل منصب أول رئيس تحرير لها، وكتب ونشر العديد من البحوث العلمية والمقالات في صحف ومجلات عربية وعالمية، وهو باحث مختص في العلاقات الدولية، وقضايا الصراع العربي- الصهيوني، والحوار بين الحضارات، وأمن الخليج العربي.
وصدرت له العديد من المؤلفات أبرزها: الحركة المسيحية الأصولية في الولايات المتحدة الأمريكية، واندماج: دراسة في العلاقات الخاصة بين إسرائيل وأمريكا، ونحو دبلوماسية عربية معاصرة، ومستقبل دولة الرفاه في الخليج، والحوار الإسلامي المسيحي، كما قام بتحرير العديد من المؤلفات منها: “أمن الخليج وتسوية الصراع العربي- الصهيوني”، و”حوار الحضارات”، و”الإمارات وحقوق الإنسان”.

كما فاز بالجائزة عن الكتاب الأجانب، وقد تم استحداثها في الدورة الحالية – المترجم الروسي أوليج بافيكين، تقديرًا للخدمات الجليلة التي قدمها للأدب والثقافة العربيين، وعن انحيازه للقضايا العربية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

أما جائزة عرب 1948 التي استحدثت في هذه الدورة أيضًا، وتمنح للأدباء والشعراء العرب الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة عام 1967، فقد منحت مناصفة للشاعرين سامي مهنا ومعين شلبية، وقد حجبت جائزة الشخصية العربية المدافعة عن الحقوق والحريات، نظرًا لعدم وجود مرشح تنطبق عليه شروط الجائزة.

وفي كلمة أمين عام الاتحاد وجه سعادة حبيب الصايغ كلمته بالافتتاح قال فيها : ها نحن نعود اليوم إلى أبوظبي في مطلع عام سمته بلادي الإمارات عام التسامح، نعود إلى حيث انطلقنا قبل ثلاث سنين، وفي ذاكرة كل منا إضاءة وإضاءات، وها نحن نضع السنوات الثلاث الماضية في الركن الأقصى من الرأس والقلب، ماضين إلى مستقبل ينبني على الحاضر ويتجاوزه، ولم أكن وحدي أمينا. كنتم جميعا أمناء أوفياء، وتحقق ما تحقق بعمل وإرادة وإضرار الجميع، فالاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب هو ومجموع أعضائه، وهو كل عضو فرد، وسر عبقرية هذا الاتحاد أنه قائم على المحبة قبل العمل أو الهدف المشترك، وعلى العمل والهدف المشترك مع المحبة وبعدها وقبلها.
وكنا في منصف هذه الدورة في الجزائر ودمشق وبغداد والقاهرة، وقلنا أننا استعدنا دمشق وبغداد، لكن تبين لنا بعد ذلك أن التعبير خاطئ. الإنسان لا يستعيد روحه وجسده وهما حياته، وهذه المدن هي العمر كله مطوقا بشوارع الحنين. أهلا بكم واحدا واحدا، وبالاسم، في أبوظبي ودولة الإمارات، وطنكم الثاني، على أعتاب مرحلة جديدة من العمل العربي الثقافي، تحقق أغراض نظامنا الأساس، وترقى، بتعاون الجميع، بالوسائل والأهداف، مع التذكير بأن تحديات المرحلة كبيرة، ولا بد من عمل شاق جاد، نحو تحقيق أهم ما نصبو إليه، ومنه مأسسة اتحادنا العام أبعد وأعمق، والعمل على تمكين شباب الكتاب وفي مقدم تجلياته مهرجان الشباب الشعري الذي دعت إليه، مشكورة، أسرة الأدباء والكتاب في مملكة البحرين الشقيقة، والمضي في اتخاذ المواقف الواضحة من قضايا الأمة ومستجداتها، إيماناً بأن الكاتب ضمير أمته، فلا يسكت عن حق ولا يتأخر عن واجب.
وقلنا الثقافة تجمع ما تفرقه السياسة، وبرهنا، عمليا، على صحة ما قلنا، ونقول اليوم ونردد: الكتاب العرب يتمسكون بالمبادئ والقيم التي تربوا عليها في مدرسة أمتهم، قيم الحير والأخوة والصداقة، وقيم العطاء والتضحية والمساواة والحرية، مؤكدين أن القضية العربية المركزية الأولى هي فلسطين وفي صميمها القدس، وفي صميمها كل شبر محتل، مع رفض التطبيع مع الكيان المحتل وإدانة كل أشكاله، وكذلك تكريس الاشتغال الإبداعي والفكري لنصرة هذه القضيةً المقدسة التي أراد البعض اختصارها وتطويقها في ما هو منها والجزء عير الكل. فلسطين ليست القدس على أهمية المدينة المقدسة، والقدس ليست المسجد الأقصى على أهمية هذا الرمز الجامع.
الكتاب العرب بعض أمتهم، وهم ضميرها الصاحي ولسانها المعبر، فلا صمت عن احتلال لأي أرض عربية من الخليج إلى المحيط، ومع تقوية الدولة الوطنية العربية، ووحدة التراب العربي وعدم تفتيته يقال هذا اليوم قبل أن يقال في البيان الختامي، من منطلق أنه محوري في عقيدة الاتحاد العام وأعضائه.
لا أريد أن أطيل عليكم فإنما هي كلمة ترحيبية، لكن لا بد من التأكيد على المحبة في العمل، وعلى أن المرحلة المقبلة هي مرحلة تحقيق وتفعيل الشراكة، كما نريد نحن، وكما عدلت وفاقه مواد نظامنا الإساس الذي ينتظر النظر في صيغته النهائية مع بدء اجتماعاتنا.
قبل الختام: همس في أذني الدكتور يوسف الحسن باعتباره حكيمنا: أرجوك لا تعد كثيرا في كلمة الغد، ووعدته بأنني لن أعد.
ثم غيرت رأيي في خيانة صريحة؛ سوف أعد وأعد وأحلم، نحلم، ونعمل معا لتحقيق الوعود والأحلام، وعذرا للدكتور الحسن والجميع. أنا من دولة رسم مؤسسها الشيخ زايد مستقبلها بعصاه على رمالها الذهبية، ومن وطن يعمل قادته، كل يوم، لتحويل الوطن إلى حلم، والحلم إلى وطن.

وفي كلمة باسم الوفود التي القاها د. “وجيه فانوس” رئيس اتحاد الكُتاب اللبنانيين نائب الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب ، الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين قال فيها : ها نحنُ نلتقي مُجَدَّداً، وكما هي عادتنا في الاتِّحاد العام للأدباء والكًتَّاب العرب، في هذا العُرسِ الثقافيِّ العامرٍ، الذي تستضيفنا فيه جميعاً دولةُ الإماراتِ العربيَّةِ المُتَّحِدة؛ لنتباحثَ في شؤوننا الثَّقافيَّة ونتداول في أوضاعنا الأدبيَّة والتَّنظيميَّة ونتعرَّف على جديد كلٍّ منَّا في دنيا الابداع الأدبيِّ ومجالات العطاء الفكريِّ، ولنُقرِّر ما نراهُ لازِماً لتحقيقِ رؤانا للمرحلة المُقبلة.
ها نحن نلتقي مجدَّداً، ونحنُ نُشَكِّلُ، بفرحِ هذا التَّلاقي القائم على وحدةِ اجتماعِنا، وبقوَّة هذا التَّلاقي القائمة على إصرار كلٍّ مِنَّا على التَّفعيلِ الإيجابيِّ المعطاءِ لرؤانا الفكريَّةِ والثقافيَّةِ والأدبيَّةِ، بكلِّ ما تنهضُ عليه هذه الرُّؤى من غِنى ينفرجُ عن تنوُّعٍ في التَّجربة، وتَعَدُّدٍ في الرَّأي، لنقفَ في هذا التَّلاقي الخَيِّر ونحن التَّجمُّعَ الفِكريَّ والثَّقافيَّ والأدبيَّ الأكبر في هذا العالمِ العربيِّ؛ المُنشغِلِ بألف هَمٍّ وهمٍّ، والذي تعيشُ كثير من أرجائه الرَّحبة مآسٍ أليمةٍ، بل لئيمةٍ، هي بنتُ السِّياسةِ وليست بأيِّ حال بنتاً للثَّقافةِ التي ما انفكَّ اتِّحادُنا يعملُ، مع أمينه العام الأستاذ الشَاعِر حبيب الصَّايغ،، بِكَدٍّ وإصرارٍ ومحبَّةٍ وثقةِ بالنَّفسِ، على تنميتها وتعزيزها ونشرها.
نعم، أيها الكرامُ، إنَّ الشَّأنَ السِّياسيَّ، على أهميَّتِه العُظمى وفاعلِيَّتِهِ الكبرى، لا يحتاجُ، في إقراره أو إلغائِهِ، إلى أكثرَ من يدٍ تُمسِكُ بقلمٍ وتوقِّع في ثوانٍ على ورقة؛ أما الشَّأنَ الثَّقافيَّ، فيحتاجُ، في تحصينِ أهميَّتِهِ وتعزيزِ فاعليَّتِه إلى جهدٍ جمعيٍّ تتكاتفُ في ساحات تَشَكُّلِهِ عطاءات الابداعِ والرَّأيِّ والجمالِ في الأمَّة؛ وتتعاونُ، في مجالاتِ تعزيزه ونشرهِ، جهودُ المؤسَّساتِ والأفرادِ عَبْرَ محطَّات موضوعيَّةٍ وحِقَبٍ زمنيَّةٍ عديدةٍ، متسلِّحةً بالوعيِّ والتَّصميمِ وحِسٍّ المسؤوليَّة الثَّقافيَّةِ؛ ولذا، فلن يمكن إقرارُ الشَّأنَ الثَّقافيَّ بسرعة، كما لن يمكن أبداً إلغاؤه بثواني تستغرقها يدٌ تُوَقِّعُ بالقلَمِ على قرارٍ سياسيٍّ. ومن هنا، تكمن فاعليَّةُ ما يقومُ به الاتحاد العامُّ للأدباء والكُتَّاب العربِ، بشكل عامٍّ، وخاصَّةً في هذه المرحلةِ من التَّاريخِ العربيِّ المعاصِر.
نعم، نحن مسؤولون، وبِوَعيٍّ وإصرارٍ وتصميمٍ، على العملِ الجادِّ والرَّصين والبنَّاءِ، في مجالاتِ تكوينِ الثَّقافةِ العربيَّةِ وتعزيز مجالاتِ الفاعليَّةِ الإيجابيَّةِ في وجودِها؛ ولذا، فكلَّما سنحتِ لنا الأحوالُ السِّياسيَّةُ بالتَّقاربِ في ما بيننا، أمعنَّا في هذا التَّقارُبُ، وسعينا، ما وسِعَتِ الطَّاقةُ، إلى تثبيته وحُسنِ تفعيله؛ وكلَّما سعت ظروفُ القرار السِّياسيِّ إلى تَنَافرٍ ما، فإنَّنا ما اعتدنا إلاَّ أن نبقى متمسِّكين بما سبق وحقَّقناه من تقاربٍ وحُسْنِ تفاعُلِ في ما بيننا، انتظاراً مِنَّا لفُرَصَةٍ أٌخرى لتفعيلِ التَّقارُبِ وتعزيزه.
أيُّها الحضورُ البَهيُّ،
نأتي اليومَ، إلى هذا المؤتمرِ العامِّ، للإتِّحادِ العامِّ للأدباءِ والكُتَّابِ العربِ، ومن ضمنِ جدولِ أعمالِنا، موضوعاتٌ كُبرى أساسيَّةٌ وتأسيسيَّةٌ في آن؛ ليسَ أقَّلَّها ما نسعى إلى مناقشته وإقراره من أمور النِّظامِ الأساسِ واللائحةِ التَّنفيذيَّةِ للإتِّحاد، وقد أمضَّت اللَّجنةُ المكلَّفةُ تحضيرَ الاقتراحاتِ المعنيَّةِ بهذا الشَّأنِ أكثرَ مِن سنتينِ تعملُ فيهما درساً ونِقاشاً، في رِحابِ مدينةِ القاهرةِ، قاهرةِ المُعزِّ، وبقيادةِ سعادةِ الأمينِ العامِّ، الأستاذ حبيب الصَّايغ، وحُسنِ عِنايةِ الزَّميلِ رئيسِ النَّقابةِ العامَّةِ لإتِّحاد كُتَّابِ مِصر، الدكتور علاء عبد الهادي. وبناءً على ما سيتمُّ، في الأيَّام المقبلةِ، من مناقشةٍ وإقرارٍ، في موضوعِ النِّظامِ الأساسِ واللاَّئحةِ التَّنفيذيَّةِ، ستكونُ انتخاباتُ الأمانةِ العامَّةِ للإتِّحادِ وكذلكَ انتخاباتُ أعضاءِ مكاتبِ النَّشاطاتِ النَّوعيَّةِ لسنواتٍ مُقبِلَة.
الزُّملاء الكرام،
نحن أمام مرحلةٍ جديدة واعدة، بكلِّ خيرٍ، من مراحل مسيرة إتِّحادِنا العام؛ ونحنُ أمام مسؤوليَّاتٍ جمَّةٍ تواجِهُ كلَّ إتِّحادٍ أو رابطةٍ أو جمعيَّةٍ أو أسرةٍ أو مجلسٍ مِن أعضاءِ الإتِّحاد العامِّ؛ ليسَ أقلُّها السَّعيُّ المُنَظَّمُ والحثيثُ لإقرارِ “صندوقِ كرامةِ الكاتِبِ العربيٍّ”، بما يتيحُ لكثيرٍ من كُتَّابِنا ضمانَ الطَّبابةِ والاستشفاءِ، وما يؤمِّن للمتعثِّرين ماديَّاً، من أعضاء الإتِّحادِ العامِّ، سدَّ بعض تَعَثُّرِهِم. ونحنُ أمام مسؤوليَّات تعزيز نشرِ الابداع الأدبيِّ والفكريِّ لكُتَّابِنا على مستوى العالمِ العربيِّ برمَّتِهِ إن لم يكن العالم أجمع؛ وكذلك تمتينِ عملِ الإتِّحادِ العامِّ في ترجمة الأعمالِ العربيَّة لِكُتَّابنا إلى اللُّغاتِ الأجنبيَّةِ، كما بدأ بهذا الأمر مكتب التَّرجمة في الإتِّحادِ بتنفيذِ من رئيسهِ الزَّميل الكريم الأستاذ صلاح الدِّين الحمادي، رئيس إتِّحاد الكُتَّاب التُّونسيين، ورئيس الاتحادِ العام للكُتَّاب المغاريين. ونحنُ، أيضاً وأيضاً وأيضاً، أمام مهمام وطموحات كثيرةٍ، لعلَّ من بينها العملُ الدَّؤوبُ والمسؤولُ على إصدارِ البطاقةِ الاتحادية التي تتيحُ للكُتَّابِ العربِ أعتمادَها بمثابةِ جوازِ سَفَرٍ دبلوماسيٍّ إتِّحاديٍّ، يُعَزِّزُ فاعليَّةَ وحدةَ العملِ الثَّقافيِّ العربيِّ.
نعم، أيُّها الكِرامُ، إنَّنا نلتقي اليومَ في رحاب دولة الإمارات العربيَّةِ المُتَّحدة، وفي ساحةِ إمارة أبوظبيّ منها، دليلاً واضحاً على اجتماعنا الثَّقافيِّ الحضاريِّ السَّامي؛ ونحن، في هذا الاجتماعِ، نُقَدِّم صافي الوُدَّ وأسمى الشُّكرَ وعميقَ الاحترام والتَّقديرِ لدولة الإماراتِ العربيَّةِ عامَّةً ولإماراتِ أبوظبي خاصَّةً، لما لاقيناهُ وسنُلاقيهِ مِن حُسْنِ الاستقبالِ وكريمِ الضِّيَّافةِ وجميلِ الرِّعايةِ، وعمقِ الانتماء الأصيلِ والواعي إلى الثَّقافة العربيَّة والالتزام المسؤولِ والرَّائدِ بقضاياها المعاصرة.
تحيَّةً إلى دولةِ الإماراتِ العربيَّةِ المُتَّحدة، وأسمى التَّقدير والاحترامِ للجهود التي تبذلها أمارة أبوظبي في استضافة هذا المؤتمر والعمل على إنجاحه،
تحيَّة إلى سعادة الأمين العام، الأستاذ الشاعر حبيب الصَّايغ، لجهودهِ الخيِّرة لتحقيق هذا الاجتماع،
تحيَّة إلى اللَّجنةِ التَّنظيميَّةِ لهذا المؤتمر ولفاعليَّاتهِ المُصاحبة، بقيادتِها النَّشطة وبجميعِ جنودِها المجهولين، العاملين على تأمين سُبُلِ نجاحِ التَّنظيم التَّحضيري والإداري لهذا المؤتمر.
تحيَّة إلى جميع الأدباء والكُتَّاب المشاركين في الفاعليَّات المصاحبة لهذا المؤتمر.
تحيَّة إخلاصٍ ووفاءٍ للثقافة العربيَّة التي تجمع بيننا، وإصرارٌ على الالتزامِ الواعي والمسؤول والمبدع والجميل والمعاصر بقضاياها.
تحيَّة من الاتِّحاد العامِّ للأدباءِ والكُتَّابِ العربِ وإليهِ، بكم وعبركم.

هذا وتتواصل فاعليات المؤتمر على مدى أربعة أيام، يشارك فيها اتحاد كُتاب وأدباء مصر ولبنان والأردن فلسطين سوريا ليبيا السودان موريتانيا الجزائر المغرب وجميع الاتحادات المشاركة وذلك في جلسات مسائية خاصة تبدأ من اليوم.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى