نبضة قلم

ورع عمر بن الخطاب وخوفه

الحدث – محمد التهامى 

 

تعريف بالصحابي عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بن نُفيل العدويّ القرشيّ، وكنيته أبو حفص، ولقّبه النبي عليه الصلاة والسلام بالفاروق لأنّ إسلامه كان فارقاً بين الحق والباطل حينما أعزّ الله به الدين، وكانت ولادته بعد ثلاثَ عشرةَ سنة من عام الفيل، وقد عمل في رعي الغنم صغيراً، ثمّ شارك في التجارة حتى أصبح من أغنياء قريش، وقد أوكلت قريش إليه مهمة السفارة في الجاهلية، وكان إسلامه رضي الله بعد ست سنوات من البعثة النبوية.

ذكر شيء من ورع وخوف عمر بن الخطاب

كان عمر بن الخطاب رضي الله ورعاً شديد الخوف من الله تعالى، ومن المواقف التي دلت على هذا الخلق الكريم أنّه في عام الرمادة كان لا يأتدم بالسّمن، بل كان يأتدم بالزيت؛ حتى صدر من بطنه صوت قرقرة، فخاطب بطنه قائلا قرقر أو لا تقرقر، والله لا أئتدم بالزيت والناس جياع، كما دخل يوماً حائطاً، فسمعه أنس بن مالك من وراء الحائط وهو يقول بخ بخ، والله لتتقينّ الله يا ابن الخطاب، أو ليعذبنك الله، وقد مرّ يوماً برجل يقرأ من سورة الطور حتى إذا بلغ قوله تعالى: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ*مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ)،[٢] بكى وانتحب، حتى مرض وعاده الناس، وقد كان له من كثرة البكاء خطان أسودان على خديه، كما كان رضي الله عنه يلحّ على حذيفة بن اليمان في السؤال، حتى يعرفَ هل عدّه النبي بين المنافقين، ومن أقواله التي دلت على ورعه الشديد قوله لو أنّ سخلةً في أرض العراق ماتت ضيعةً لخشيت أن يسألني الله عنها، وكان يقول بئس الوالي أنا إن شبعت ورعيتي جياع، وكان يقول إذا وضعت الغنائم بين يديه فرأى الخير والنّعيم ما حُبس ذلك عن رسول الله وخليفته أبي بكر لشرّ أريد بهما، وما أُعطيته لخير يُراد بي.

من صور عدل عمر بن الخطاب

من المواقف التي دلّت على عدله رضي الله عنه يوم أتاه رجل من مصر يشكوه ابن والي مصر عمرو بن العاص الذي ضربه بالسّوط بسبب أنّه سابقه فتغلب عليه، فأمر عمر عمرو وابنه بالقدوم إليه في المدينة، ثمّ أمر الرجل بأنّ يقتصّ من ابن عمرو، فاقتص الرجل حتى اكتفى، فقال له عمر ضعِ السّوط على صلعة أبيه، فقال الرجل إنّما ضربني ابنه، فقال عمر لعمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى