المقالات

سقوط القناع

بدأت الحقائق تتكشف أمام الدول الأوروبية الموقعة على اتفاق (5+1) النووي مع إيران، أنه لم يعد مجديا في ظل الممارسات الإيرانية التي خرقت ذلك الاتفاق عديدا من المرات، دون مراعاة بنود الاتفاق الذي من الواضح أنه في مرحلة الاحتضار الفعلي، بناء على المواقف الأوروبية المتغيرة التي تم الكشف عنها أخيرا بوجود خلافات حادة في ملفي الصواريخ الباليستية ودعم النظام الإيراني للإرهاب في أوروبا بصفة خاصة وبقية دول العالم بصفة عامة، وأصبح الموقف الأوروبي أكثر وضوحا عندما فرض الاتحاد الأوروبي أولى عقوباته على إيران منذ أن توصلت قوى عالمية لاتفاق في فيينا عام 2015 مع طهران بشأن كبح برنامجها النووي، وإن كانت العقوبات رمزية إلى حد كبير، لكن الاجتماع العاصف الذي عقد بين الطرفين تضمن تحولا غير متوقع في الدبلوماسية الأوروبية منذ نهاية العام الماضي، ولم يقف الموقف الأوروبي عند ذلك الحد؛ حيث دخلت دول أوروبية أخرى على خط العقوبات، ما يزيد الضغوط على إيران التي لا يبدو حتى اللحظة استجابتها واتخاذها موقفا متشددا في محاولة لثني الأوروبيين عن مواقفهم التي لم تكن ضمن حسابات النظام الإيراني، ما دعا مسؤولا أوروبيا أن يقول «الاتهامات بحق إيران على مدى الأشهر القليلة الماضية أيقظت بعض الدول في أوروبا التي كانت ضد انتهاج سياسة أكثر تشددا مع إيران».

هناك تحول واضح في السياسة الأوروبية تجاه إيران قد تفضي إلى نهاية حقبة الاتفاق النووي الذي لم يؤد الغرض من عقده مع استمرار النظام الإيراني في سياساته العدوانية المؤدية إلى عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط، وانتهاجه سياسة عقلانية سيكون هو أولى ضحاياها.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى