الحدث الثقافي

حوار بين حيوانين

الحمد لله نحمده ونستعينه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الخاتم الأمين

يحكى الكثير من القصص القديمة على لسان الحيوان كتبها الإنسان ليوصل بها رسالة لأخيه الإنسان دون أن يشعر بأنها رسالة واضحة ليحسن من سلوكه في الحياة ، وليصبح أكثر صلاحاً في المجتمع، واليوم سيتحدث في قصتي حيوانين إثنين من حيوانات الغابة الموحشة ، سأتطرق في الحديث إلى موضوع الصبر على العدو .

لقد قيل على لسان الحكماء منذ قديم الزمان حكمة قل من يعرفها: (سأصبر عليك صبر الأسد على حمل الضفدع)، سأتحدث عن هذه الحكمة بواسطة قصة يدور فيها الحوار بين الأسد ملك الغابة، والضفدع الذي عرف بحسب الطبيعة البشرية: هو الفريسة .

يحكى في قديم الزمان أنه كان هناك أسد كبر، وهرم، ولم يعد يقدر على الصيد ، فمشى متحاملا على نفسه من شدة تعبه، حتى إنتهى بغدير ماء كثير الضفادع، كان في الزمان القديم يأتيه فيتصيد من ضفادعه ، فوقع قريباً من العين شبيهاً بالكئيب الحزين .

فقال له أحد الضفادع : ماشأنك حزيناً ؟ قال: ومالي لا أكون حزيناً، وإنما كان خير عيشي مما كنت أصيد من هذه الضفادع، فإبتليت ببلاء حرمت علي الضفادع، حتى أنني لو أصبت بعضها لم أجترىء على أكله .

فإنطلق الضفدع إلى ملك الضفادع فأخبره بما سمع من الأسد، فأتى الملك إلى الأسد، وسأله عن ذلك فأخبره به، فسره ما سمعه منه .

فقال له ملك الضفادع : ولم ذلك ؟ وكيف كان أمرك هذا ؟ قال: إني لا أستطيع أن آخذ من هذه الضفادع شيئاً إلا ما يتصدق به الملك علي .

قال : ولم ذلك ؟ قال: لأني سعيت في أثر ضفدع لآخذه، فإضطررته إلى بيت ناسك  فدخل البيت ودخلت في أثره، وفي البيت إبن الناسك ، فأصبت إصبع الغلام وظننته الضفدع فقتلته بأنيابي .

فخرجت هارباً فتبعني الناسك فدعا عليََّ و لعنني وقال: كما قتلت هذا الغلام ظلماً له، أدعو عليك أن تذل، و تخزى، وتكون مركباً لملك الضفادع، وتحرم أكلها إلا ما يتصدق عليك ملكها .

فأتيت إليك لتركبني مقراً بذلك راضياً به، فرغب ملك الضفادع في ركوب الأسد، وظن أن ذلك شرفٌ له ورفعة .

فركب الأسد أياماً ثم قال الأسد: قد علمت أني محرومٌ ملعون ولا أقدر على الصيد الإ ما تصدقت به علي من الضفادع؛ فأجعل لي رزقاً أعيش به .

فقال ملك الضفادع : لعمري ما لك بد من رزق تعيش به ويقيمك، فأمر له بضفضعين كل يوم يؤخذان،  فيدفعان إليه .

فعاش بذلك، ولم يضره خضوعه للعدو الذليل، وصار ذلك له معيشة ورزقاً .

وهنا في الخاتمة أشد إنتباهك عزيزي القارىء بأن مثل هذه القصة تحدث مع الإنسان في حياته اليومية، و يجب عليه أن يقوم أحياناً بالصبر على ما لا يطيق حتى يستطيع العيش و الإستمرار .

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى