الحدث الثقافي

ريحانةُ مني قد ذبلت

كنت اجلس بجانبه وأنا أتحسس أمانهُ حولي انظر إليه وأعود لأكمل دروسي حينها سمعته يصدرُ أصوات غريبة ، نظرت وإذا به يشهق ولكن كانت الشهقات تجرُّ معها فؤادي ، لم يخطر بـ بالي انها ستكون انفاسهُ الأخيرة ، وإذا به يصمت وبقيت شهقات قلبي لم تصمت ولم تهدأ ، أتى أخي ونظر إليه !! ، الغريبُ في الامر أنهُ لم يعد يتنفس! ، بدأ الخوف يتسلل إليّ فعُدت لأنظر إليه فـ أجهشت بالبكاء حتى قلبي كاد يخرج من صدري إلى صدره وقتها ..
إلى أين يا أماني؟ ،
هل ماعادت الايام بِقربنا حلوه؟!
إلى أين يا أَبتي؟
وكنت أصرخ أريد أن اراه لأخر مره!!
وفي الحقيقه لا أود أن تكون الاخيره أبدًا ، وكانت أمي تمسكني بشدة وتضمني ولا أدري هل كانت تعينني أم ما تفعل هي بنفسها ، كاد يقتلني الصراخ اريد رؤيته ..
شعرتُ بيديّ خالي تلفُني وذهبت معه وحينما اتيت لأرفع عنه اللباس لم استطع ، سقطت مهزومه كنت أتنفس رائحته بشده لأنني مدركة أنني لن أشتم هذه الرائحة بعد هذه الليلة ، كانت ليله مثل الكابوس ،  أشعر بالفرح الشديد لأني أمي كانت تصبرني بقولها : أنتِ أكثر فتاة في الحياة محظوظه لأن والدكِ مات وانتِ بجانبه ، مات وأنتِ تهتمين به ، مات ونظرته الأخيره كانت لكِ، شهق شهقته الأخيرة أمامكِ..
كلا يا أمي الحبيبة ، فأغلى ممتلكاتي قد رحلت..
ليس بهذه البساطه الوداع ، وأجمل حظوظي قد دُفنت ..
النظر إليَّ لم يكن يكفي بتاتًا ..
.
.
إننا نكبر بالارقام ، ولكن عند مَوت آبائنا نشيخ .

ريحانة الانصاري “زهرة ريحان”

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى