المجتمعنبضة قلم

نشيج المآذن

بقلم الشاعر أحمد بن محمد زقيل…أبو طارق

هاجرتُ للمعنى فعدتُ صريعا
أنّى لحـرفي أن يـكـونَ بديـعــا

أنّى لحرفي أن يصوغ قصـيـدةً
وقد انطوى في المفرداتِ وجيعا

حولي رؤايَ اليومَ باكيةٌ حستْ
أبياتَها معنى الحنينِ نقيعا

وكذا بناتُ الفكرِ ماتتْ بعدهُ
فلمَنْ تُراني أحسنُ التشييعا

أرثيهِ أم أرثي القوافي إذ غدتْ
من موتِهِ خرسى تئنُ دموعــا

تبكي إذا رأتِ المآذنَ أسبلتْ
دمعاً عليهِ وفجّرتْ ينبوعـا

وعليه تنتحبُ القِبابُ كأنّها
رأتِ البكاءَ لأجلِهِ مشروعا

أصداؤه في الحي عاليةٌ كما
لو أنّهُ ما زالَ فيهِ مُذيعــا

سجّادةُ المحرابِ ترقبُ وجهَهُ
من كان يبكي في السجودِ خُشوعا

يا عابداً لله تتلو آيهُ
أحييتَ بالذكرِ الحكيمِ هزيعا

( يحيى حُسينُ ) قضيتَ عمراً حافلاً
بالمكرماتِ … جمعتهنُ جميـعـا

كفاكَ بالصدقاتِ كانا غيمةً
تهمي لتروي روضةً وبقيعـا

حتّى كأنَّ القومَ إن ذكروا لهمْ
مجداً ذُكرتَ مُوقّرا ورفيعـا

لمكارمِ الأخلاقِ عشتَ معلماً
فتزيدُ بينَ الأنقياءِ سطوعـا

فإذا اجتعمتَ مع الرِفاقِ بمجلسٍ
ألقيتَ قولاً طيباً مسموعــا

أخلاقُكَ القرآنُ نهجُكَ سنةُ الهادي
قطفتَ زهورها لتضوعا

ما قيمةُ الإنسانِ إن لم يتقدْ
للعابرينَ إلى النجاحِ شموعا

لمّا ذكرتُكَ خرَّ دمعي ساخناً
نضجت عليه الوجنتانِ سريعا

كبدي عليكَ تقرحتْ موجوعةً
وكأنها قد قُطِعتْ تقطـيـعـا

أهلُ البديعِ وكلُّ دارِ أجهشوا
أسفاً عليك وأكثروا التوديعا

الموتُ حقٌ والحياةُ قصيــرةٌ
من ذا سيملكُ مُنقذا و شفيعا

لكنَّ موتَكَ شقَّ أفئدةَ الورى
حُزناً عليكَ فصُدّعت تصديعا

فعزاؤنا ( آل الجريبي ) واحدٌ
فالفقدُ جاءَ على الجميعِ مُريعا

فارحمْ إلهي من أتاكَ و آوِهِ
خيرَ الجنانِ فقدْ أتاكَ مُطيعا

رثاء أحد أقدم المؤذنين بالبديع الفقيد الشيخ الفاضل والد ومحبوب الجميع بالبديع
يحي حسين جريبي.. رحمه الله رحمة واسعة واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة..إنا لله وإنا إليه راجعون. 

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى