بقلم : خلود إسماعيل
في مثل هذا الشهر من كل عام تطلق النكات و البرودكاستات المضحكة على عيد الحب و المحبين و كعادتي اشارك فيها للضحك و المشاركة الوجدانية مع الأصدقاء للإنخراط في دائرة الحياة بصرف النظر عن مفهومي للحب و المحبين و وسط تيارات الضحك على ما تبادلناه
تلقيت دعوه لحضور احتفال عيد الحب المجيد ، تحمست لحضورها و فكرت للحظة كيف لي الذهاب لعيد الحب بلا محب فنظرت في عين داعيتي وقلت لها هل أصطحب الأسف أم أصطحب كوب من العدس ضحكنا عاليا وقالت تعالي و سترين العجب
تحمست لهذا اليوم الأحمر الملئ بالمشاعر فكل ما حولي سيشبه القلوب إبتداء من فيض النبضات و سرعة الدقات و إنتهاء بإحمرار الوجنات
و أتى الفالنتاين يوم الورود و العشاق يوم تكون فيه الدباديب أغلى من الكثير ، أستقبلتني صديقتي بترحاب شديد و وسط زحمة المحبين تاهة عيني وسط قلوب المتاحبين … رأيت قلوبهم الطيبة تقفز هنا وهناك باحثة عن شي لا أراه فقفز قلبي بينهم و تبادلوا أطراف الحديث وكنت شاهدة على مر الأحاديث.
سمعت أنين قلوب متألمة و منكسرة و نبض قلوب خائفة و بكاء قلوب وحيدة تنظر من بعيد و كان على الطرف الأخر قلوب شامخه تتفاخر أنها لا تخاف الإنكسار فتحيد، و قلوب أنهكها التمني كانت تثرثر من بعيد ، و قلوب قاسية كالحديد لم يهتز لها رمش بعد كل هذا الحديث، وهناك مجموعة من قلوب الريش ناعمة كالحرير تقفز في حيز صغير لا تعرف ماذا تريد و قلوب أعلنت بإنهزام انها تاهت في قارعة الطريق
جلت بنظري فيما بين المتحابين علني أعرف معني الحب عند هذا العالم الحزين
يا الهي ما كل هذا الأنين أهي قلوب حمراء أم ثقوب ليتسرب منها دم اللعنة لمفهوم حب سقيم
و وسط ضجيج الإحتفال دمعت القلوب الحائرة لمفهوم الحب والحنين فصرخ قلبي عاليا ماذا تعرفون عن الحب أيها المتحابين أهي مجرد نظرات و إبتسامات و تلبيه رغبات و أعياد تشهد على قلب قد مات ؟
يا سادة يا كرام أنتم حقاً لا تعرفون للحب أي معان
الحب هو صمام الأمان لقلوب المحبين و إشباع لإحتياجات فطرية منذ عهد الطيبين، الحب هو أن يسيطر الحنان في ثنايا القلوب لينزع منها كل كره و إنتقام و أي نزغ لشيطان و أن ترسم عقولكم طريق سعادة لدم يُضخ فيجعل القلوب تهتز من الخفقان، فلا تجرحوا قلوب كانت لكم مأوى من ألم الأيام، و اجعلوا من التضحية وسام بدلاً من أنانيه الإنسان فرأفة بقلوب تأن من ألم الفراق و الجفاء فمهما كثر الكلام تنتظر القلوب صميم الأفعال، سجلوا مواقف في الحب و اثبتوا لقلوبكم ان لديكم التحكم في صمام الأمان و اغدقوا عليهم بعطايا الحب في كل الايام، احبوا قلوبكم ففيها نبض الإحساس فهي المضغة التى تحصلوا بها على السعادة الجنان، فقلبي و قلبكم يريد فجعلوا قلوبكم مقياس لماذا نريد.
فالقلوب شواهد و تستحق أن يكون لها كل يوم عيد و الحب أعظم من أن يكون له يوم ميلاد وسط ورود حمراء ليس لها من الشذا سوى ذكرى لعيد الحب وسط زحام الأيام و ثرثرة الكلام.
