المقالات

أين العلا وأين تلك الليالي ؟

بقلم : نغم محمد 

 

عندما كنت ادرس بإحدى الجامعات بالسعودية كان عندي أستاذات أجانب.. بريطانية و أمريكية والبعض من أصول باكستانية أو هندية أو حتى عرب يحملون هذه الجنسيات لم يكملوا دراستهم الجامعية وللاسف لأجل الجنسيات التي يحملونها تم توظيفهن كأستاذات جامعيات.. و الفتاة السعودية التي تحمل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه موظفة بمحلات أو مطاعم أو فنادق أو حتى بعض الشركات التي تعاملها معاملة خريجة الثانوية وبراتب أقل من إمكانياتها وشهاداتها وجهودها.. إضافة إلى ما سمعت عنه من بائعات على الإنستغرام أن البعض منهن طبيبات ولم يجدن الوظيفة التي تعبن لأجلها .. ماذا يحدث ؟ رأيت الكثيرات على تويتر يندبن الحظ ويقلن تخصصي لغة انجليزية متخرجة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف ولم أجد وظيفة تناسب مؤهلاتي! مالذي يحدث لماذا لا يتم الإعتراف بنا وبشهاداتنا وبجهودنا التي بذلناها ؟ إضافة إلى اللواتي واجهن ظروف حياتية صعبة ومن ثم عادوا لإكمال تعليمهم وتخرجوا بسن متاخرة رغم تفوقهن إلا أن الكثير من الوظائف تحدد العمر يرغبن بتوظيف من هن من ٢٠ إلى ٣٠ سنة على الأكثر هل يلقون بشهاداتهن بمكب النفايات؟ ما السر بتحديد العمر ؟ يا صاحب العمل يجب أن تهتم للإمكانيات وليس للعمر فالعمر مجرد رقم صغر أو كبر .. هذه التي لا ترغب بتوظيفها لأجل عمرها قد تكون أنضج وأقل فوضى من الفتاة الصغيرة و تتحمل المسؤولية بشكل أكبر .. ألم تفكر لماذا تعمل وهي بهذا العمر قد تكون امرأة مسؤولة ولديها الكثير من الإلتزامات فهي جادة جدا بالعمل وستحافظ عليه وتبذل جهدا أكبر خاصة وأنها ترى أن فرصتها بالعمل أقل من تلك الصغيرة التي ربما تترك لك العمل دون أي مسؤولية انظر فقط لما بذلته من جهود وما حصلت عليه من شهادات بسن متأخرة رغبة منها أن تكون بمكان يليق بها ويقدر جهودها .. أما الآن فأقول ما فائدة التعليم والجهود المبذولة به والأموال التي ينفقونها عليه ؟ مافائدة الشهادات التي نحصل عليها و نجد من هم اقل منا كفاءة يحصلون على أفضل الوظائف والرواتب رغم عدم تمكنهم منها وعدم كفائتهم .. مؤسف أمرنا ..
ملاحظة : صديقة لي حصلت على بكالوريوس لغات وترجمة من احدى جامعاتنا السعودية وسافرت وتغربت وحصلت على ماجستير ادارة الاعمال والآن موظفة براتب أقل من كفائتها ولم تجد الوظيفة المناسبة لها حقاً صٌدمت بالواقع ولم أعد أهتم بالتعليم ..

قديماً قالوا : من طلب العلا سهر الليالي .. أين هو العلا و أين هي تلك الليالي ؟

مبادروة ملتزمون

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى