المقالات

خطرات قلم

بقلم/ ابتسام عبدالله مطر البقمي

أمي يا فيض الحنان الإنساني
والسمو الوجداني
يا رمز العطاء
وعنوان الإخلاص والوفاء
يا لون البياض ومعنى النقاء والصفاء
حملتني في ظلمات ثلاث وهن على وهن
وكنت تتابعين بحب وقلق علي، وشوق لرؤيتي مراحل نموي جنينا في رحمك، تحلمين بيوم ميلادي، وتقبيلي وضمي.
يسري دمك إلى دمي؛لتمنحيني
القدرة بعد الله للحياة، وأكون جزءا منك، وامتدادا طبيعيا لك.
لا تسعك الدنيا وأنت تشعرين لأول مرة بحركتي في بطنك؛ لتبشري بها والدي.
وتمضي شهور الحمل بتعب ومشقة، وقلق وصبر على أمل الراحة، ولحظة اللقاء.
تتقطع أنفاسك في الوضع؛
ليعظم أجرك عند الرب؛ ويكبر حقك علي.
ولا تكادين تلدين؛ وتشعرين بالراحة بعد التعب، وتلتقطي أنفاسك، حتى تسألي عني أين مولودتي، تعدين الدقائق ليسري النور من عينيك إلى صفحة وجهي البرئ.
وتمضي الأيام أرضع ثديك، الذي منحني النمو الجسدي، تتعهديني بالعناية والرعاية في كل مراحل حياتي.
تأملين في سعادتي، وترجين نجاحي، وتعملين لأن أكون قادرة على الوقوف على أرض صلبة في الحياة، بأقدام قوية، وهمة عصية على الكسر.
إذا ضحكت رأيت انعكاس ضحكتي على محياك الوضاء بشرا وسعادة، وإذا بكيت وتألمت انصدع قلبك الرقيق، وذرفت الدمع، إذا مرضت تلبست الهم، وتمكن منك القلق، ورفعت أكف الضراعة لله أن يشافيني ويعافيني، ولا تغادرني دعواتك الطيبة في كل تفاصيل حياتي، لحديث معك متعة خاصة، تفخرين بنجاحي، وترسمين لي درب كفاحي، تمديني بطاقة إيجابية، وتعلميني أبجديات الصبر ، ومجابهة صعوبات الحياة.
ولكن غبتي عني في لحظة ألم وحزن؛ فانقصم ظهري، وفقدت طعم الحياة الحلو الذي كنت أشعر به في ظل وجودك، ومعنى الاستقرار العاطفي الأكمل؛ لفحتني رياح الحياة يا أمي بعدك كثيرا، ولكني بقيت صامدة في وجه الريح، وتسلحت بالإيمان، وبما تعلمته
منك من قيم وأخلاق عليا، أحيك من الصبر والكفاح
والعمل الدؤوب اسمي، وأصبح يعرف بين الناس رسمي؛ لأني باختصار بنتك كما عهدتيني، قطعة منك، وصورة لك.
إلى الفردوس الأعلى يا أمي، وخلود لا يعرف الموت طريقه.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى