المقالات

التعايش

 

 

 

التعايش

بقلم

الكاتب/محمد المنصور الحازمي

التعايش مطلب ديني بالقدوة فقد تعايش الرسول صلى الله عليه وسم وخلفاؤه وسائر المسلمين ، مع من بقي من يهود وأهل كتاب بصفة عامة ، ومع المنافقين ،ونحن بحمى دولة لا تسمح بتجاوز النظام ولا بما يخل بالنسيج الوطني. و من يدندنون عن كيفية التعايش مع من لديهم معتقدات مخالفة ، الجواب لا يحتاج إلى جهد ،توجد جهات مختصة معنية بمتابعة ومراقبة وضبط من يرتكب مخالفات نظامية أو يثير الرأي العام ليفسد لحمة الوطن وفقًا لما منحه لهم النظام من صلاحيات . أما دور العلماء والدعاة والوعاظ والكتاب والمثقفين وخطباء الجمعة ،ووسائل الاعلام من صحافة واعلام مسموع ومرئي دورهم التثقيفي والتوجيهي مؤثر ، في الدعوة لللمحافظة على قيم المواطنة ، والتي لن تتأتى إلا بالتعايش ، وأن يعي كل مواطن دوره ولا يتعداه ، ومما قد يفسد التعايش ما يتم تناوله بمواقع التتواصل سواء بحسن نيَّة أو بجهل عواقب التأجيج ..من قلة واهمة . ولا يعني التعايش كما يفهمه البعض أن تُجْبِر من يختلف معك في معتقدك أو مذهبك أو رأيك بأن يسير وفقًا لما تعتقد وتتبع ، وليس مطلوبًا منك أن تُعوِّم عقيدتك كي ترضي الآخر وتجامله بإلغاء قناعاتك ، أو أنك لا تنكر بقلبك أفعاله المخالفة للدين القويم أو للنظام والقانون مهما كان ، ولست مأمورًا أن تفتح معه خصومة ،وليس من التعايش أن تحاكم نيات مواطن . من خلال ما تقدم ، نلاحظ أن بعض الدول تحتضن ملايين يعتنقون عشرات المعتقدات وينتسبون لأعراق و طوائف شتَّى، مرت بمراحل شد وجذب وحروب أهليَّة ، وتعايشت ، فجاء التلسط الفارسي وساعده الأميركي في دولة عربية لم نكن نسمع بنزاع طائفي بل كان التعايش سائدًا ، ثم بدأت المحاصصات ، ومانجم عنها من مناكفات وصراعات .. منذ بداية إشعال فتيل الطائفية عام 1979 في إيران ، وولاية الفقيه ، وتصدير الثورة ، والمظلومية ، انساقت معهم فئة مخدوعة وأحزاب ترعرعت في قم وطهران جعلت منهم جسورًا ويدًا تنفذ سياسات ولاية الفقيه ، و تلاقت مع فكر انبثق من قاعدة الإخوان فوجد الصفويون ضالتهم مع الفكر الصحوي ، والخارج على ولي الأمر وتآمر الطرفان بارتكاب أعمال تخريبية ،اعتمد أفراد ها التمرد الفكري والدعوي المناهض للثوابت “، فيما هم عرب ينفذون خطط الفرس مهما كان انتماؤهم المذهبي ، فأسموهم ” القاعدة ” و لا حقًا ” داعش” و” “الحشد ” وحزب الله ” و”أنصار الله ” واضحوا أدواتٍ لهم ، فأولئك هم من رفضوا التعايش والمواطنة بكل بلد ابتلي بهم .. يدرك ، غالبية العرب اليوم ؛ أكثر من اي وقت مضى ؛ أن عدوَّهم كشف أوراقه ، وكشر عن أنيابه ،وتباهى بما وصل إليه عبر أدواته في أربع دول عربيَّة ،حيث اشعل الفتن وقضى على التعايش ، وأحدث بذلك خرابًا في العمران ، ورخص لدية دم الانسان ، وتجويعه وتهجيره ولجوئه ولقد أثبتت استراتيجية سلمان ، بأن إيران وأتباعها لا يكتنزون مودة لأي عربي بل يشعلون الفتن بين العربي وأخيه العربي في كل بلد، للإجهاز على التعايش ، واستجابت المملكة وشقيقاتها بدول الخليج ودول عربية شقيقة لتلبية نداء الشرعية اليمنية ، ودرء الخطر عن حدودها ، انطلاقًا من القانون الدولي ,فكانت عاصفة الحزم وإعادة الأمل …. وعلى المستوى الوطني ، فالتعايش قائم ، و لم نسمع من الملك سلمان وقبله إخوته الملوك أو الأمراء أو الوزراء أو عن أي مسؤول يفرق بين مواطن أو مواطن ، أو مواطن ومقيم في الحقوق ، و الاعلام الرسمي أو البيانات الرسمية حتى العسكرية أو الأمنية، أو بيانات هوية المواطن أو جواز سفره ، أو سجله الطبي أو أي وثيقة تعرِّف بمواطن لا تحتوي على بيانات طائفية أو عقدية … فذلك قمة التعايش ..فأينما كانت مساواة كما لدينا في الحقوق والواجبات فثمة التعايش ، وكما هو مبدأ رسمي ، يعدُّ مطلبًا شعبيّا ووطنيَّا . وأكبر شاهد ندركه من ملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين منذ عقود منهم من أقام ، وتجنس ، ومع بداية خطط التنمية استوعبت المملكة ملايين من العمال والمهندسين والأطباء والخادمات من عشرات الجنسيات العربية سنة وشيعة ومسيحيين عربًا وأجانب ، وغيرهم من أعراق شتى ومعتقدات متعددة ، وقوميات محتلفة ، منهم من عاش وتزوج وأنجب وقضى عشرات السنين بيننا .. فأنَّى لنا أن لا نتعايش نحن أبناء الوطن الواحد والمصير والواحد ، فالتعايش قائم منذ تاسيس المملكة وإلى عصرنا الحالي فمن غير المنطقي أن لا نفتخر بأن بلدنا هي أرض التعايش ،..و انتهاكه خط أحمر ، رسميَّا وشعبيّا …فالتهويل الذي يبثه المترفون المهووسون ، حول التعايش لا يوجد إلا بأفكارهم الشاذة .

 

مبادروة ملتزمون

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى