المقالات

الطلاق الصامت

الطلاق الصامت
بقلم :سلوى المري

لقد انتشرت في مجتمعنا مؤخرا ظاهرة أخطر وأشد فتكا على الأسرة ، ألا وهي ظاهرة الطلاق الصامت أو الطلاق العاطفي بمعنى ألا يكون هناك طلاق بين الزوجين بل يبقى عقد الزواج ساريا، ولكن كلا منهما يعيش بعيدا عن الآخر .

وتأتي هذه الظاهرة فيما تستحيل الحياة الزوجية بين الزوجين ويتعذر جريان جداولها من جديد ، مما يقرر أحد الطرفان أو كلاهما الإبتعاد عن الآخر ، ظنا منهما أن ذلك يحميهما ويحمي أبناءهما من آثار الطلاق العلني، ومن نظرات وأقاويل الناس التي تنظر إلى المطلقة والمطلق بنظرة مختلفة تحمل الكثير من التساؤلات متى..؟ وكيف ..؟ وأين ..؟، ولكنهما نسيا قوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمةً إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون ).

جميع الأشخاص الذين لجأوا إلى هذه الظاهرة وظنوا أنه الحل ، فإنهم منهكون يحاولون التماسك وإظهار الصمود ، بينما حالتهم النفسية تنهار بشكل مؤلم ، مما يضطر معه الزوجان بالعيش في حياة شبه منتهية ، من أجل مظهر إجتماعي معين أو من أجل الحفاظ على الأطفال من التشتت ، فنرى أزواج يتألمون وأبناء ينحرفون وبيوت تنهار ، هكذا ستكون حياتهما بعد أن أنحرفا عن المقصد الحقيقي للزواج ألا وهو المودة والرحمة ، وإذا استحالت العشرة بين الزوجين فتسريح بإحسان .

ولكن للأسف يتجاهل المجتمع هذه الظاهرة المؤلمة التي تعصف بالأسرة وتؤدي بها إلى التخبط والإنحراف .

ولابد من خلق حوار وتفاهم بين الزوجين ، والعمل دائما على التوصل إلى حل يرضي كافة الأطراف عند وقوع المشاكل ،واللجوء إلى الصراحة والوضوح بينهم لتتمتع العائلة كلها بالأستقرار والعطاء .

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى