أخبار منوعة

«ثورة الجدّات والأجداد» تطارد مسؤولاً في مستشفيات باريس.

«ثورة الجدّات والأجداد» تطارد مسؤولاً في مستشفيات باريس

أعصاب الجميع مشدودة في فرنسا بسبب استمرار «كورونا» وما فرضه على المواطنين من عزلة وتباعد؛ لهذا ما إن تهدأ ثورة فئة من الفرنسيين حتى تندلع غضبة جديدة. وآخر المحتجين هم المسنون من فئة الجدات والأجداد الذين كانوا يمنون الأنفس بحلول أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية لكي يجتمعوا بأبنائهم وأحفادهم. لكن البروفسور ريمي سالومون، رئيس اللجنة الطبية لمستشفيات باريس، أفسد بهجة العيد.

وصرح سالومون لإذاعة «فرانس أنفو» بأنه يمكن للعائلات رؤية الجدات والأجداد لكن لا يجوز تناول الطعام معهم حتى لو كان ذلك حول مائدة العيد. ومضى المسؤول قائلاً: «أوصي بأن يتم قطع كعكة عيد الميلاد إلى قسمين لكي يتناول كبار السن حصتهم منها في المطبخ وليس مع بقية أفراد العائلة في صالة الطعام».

وحال إذاعة المقابلة امتلأت مواقع التواصل بمنشورات الاحتجاج من جميع الأجيال، كباراً وشباباً. ونعت الغاضبون البروفسور سالومون بأشنع الصفات، إلى جانب عشرات التعليقات الساخرة ومنها تغريدات لمسؤولين سياسيين.

إذاعات فرنسية أخرى التقطت طرف الخيط وفتحت فضاءها لآراء عدد من الناشطين للرد على سالومون. وقالت زهرة بيطان، المعلقة في برنامج «الألسنة الطويلة» إن «حبس المسنين في المطبخ اقتراح منفر». وأضافت أن سنها تزيد على الستين ولها خمسة أحفاد لكن ذلك لا يعني حجزها عن بقية أفراد عائلتها وحبسها في خانة الجدّات. ووصفت بيطان توصيات المسؤول الصحي وغيره من المسؤولين بالسخف نظراً لتدخلاتهم المبالغ فيها في حياة الناس، وختمت تعليقها بالقول: «لا ننفي وجود الداء لكن كل واحد منا مسؤول عن سلامته».

التعليقات الأشد جاءت من نساء ورجال تجاوزا السبعين. ومنهم سيدة قالت لصحيفة «الفيغارو» إنها لم تصدّق أذنيها وهي تستمع إلى تصريحات البروفسور سالومون. وأضافت أن زوجها توفي منذ سنوات وهي تنوي قضاء عطلة العيد مع أبنائها وأحفادها التسعة في منزلهم الريفي غرب فرنسا. وكتب مسن آخر أنه استغرق في الضحك وهو يستمع إلى «تخريفات» المسؤول الصحي، وهو يفضل أن يبقى في منزله على أن يتناول عشاء العيد مع العائلة، وحيداً في المطبخ.

سالومون، البالغ الخمسين من العمر، كان شخصية مجهولة للفرنسيين قبل «كورونا». لكنه اشتهر من خلال ظهوره المتكرر على الشاشات لتقديم النصائح الطبية للوقاية من الفيروس باعتباره المسؤول عن لجنة الأطباء في مستشفيات الضمان الصحي في العاصمة. وهو الذي قاد عريضة الاحتجاج التي وقعها أكثر من 600 طبيب على توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية التي جرت في الربيع الماضي، لما يمكن أن يتسبب به التجمهر في المراكز الانتخابية من انتقال للعدوى.

المصدر الشرق الأوسط

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى