الحدث الثقافي

من الأمسية الشعرية التي نظمت لمهرجان ناصر جبران الشعري

هيفاء الأمين – أبوظبي

في الأمسية الشعرية الثانية لمهرجان “ناصر جبران الشعري” المصاحب للمؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام للأدباء و الكتاب العرب المنعقد في أبوظبي عاصمة الثقافة في فندق ومنتجع روتانا السعديات، شارك الشاعر اللبناني وجدي عبد الصمد ، حيث القى قصائد وطنية واخرى في الغزل. وكان التفاعل الجماهيري واسعا وبخاصة مع قصيدته ” شغف القدس”.
والقى الشاعر عبد الصمد قصيدة في حضرة عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي تناولت فضائل مؤسس الدولة المغفور له سمو الشيخ زايد ودور سمو الشيخ سلطان في نشر وتعزيز الثقافة العربية والشعر العربي.
إماراتُ الخَيْر

لِكُلِّ شَعْبٍ جُذورٌ منْ مدىً رَحِب
بِالفِكْرِ والشِّعْرِ والأمْجادِ في الكُتُب

خَلْفَ الصَّحارى تُراثٌ يُسْتَنارُ بِه
وفي الإماراتِ تاريخٌ منَ الذَّهَب

مِنْ زَايدِ البِّرِّ والإحْسانِ في بَلَدٍ
رَامَ المَكارِمَ منْ أنْسامِ نَهْجِ نَبي

هُوَ الزَّمانُ، وللْبُرْهانِ مُخْتَمَرٌ
نُورٌ يُشِعُّ، بِلُطْفِ الرُّوحِ والرُّتَب

منْ يَزْرَعِ العِزَّ والعِرْفانَ في زَمَنٍ
تَظَلُّ قِبْلَتُهُ فَوَّاحَةَ الطَّيَب

خَليفَةَ الجودِ والإكْرامِ .. مُلْهِمَنا
إزْدانَ مَجْدُكَ حَتَّى باتَ في الشُّهُب

فَما التَّماهي بِسيْفِ الحَقِّ مَكْرُمَةً
بلْ حِكْمَةُ اللهِ أثْراها على النُّخَب

فأَنْتَ للْناسِ نِبْراسًا بِضَوْءِ هُدىً
تَهْمي سَحابًا منَ المَأْمولِ والأرَب

تَحْنو عَلى الكلِّ نَهْرًا ماءُهُ عَبَقٌ
تُدَرِّجُ المَوْجَ قَبلَ السُّؤْلِ والطَّلَب

إنَّا نَرى العِلْمَ في أبْهى مَظاهِرِه
يُصَوِّبُ المُبْتَغى .. يَنْهَلُّ كالسُّحُب

فالقَاسِمِي، ما طَوَتْ أَمْواجَهُ سُفُنٌ
عِنْدَ الشَّدائِدِ لَمْ يَخْضَعْ لِمُغْتَصِب

وَجْهَ الثَّقافَةِ.. سُلْطانًا بِشارِقَةٍ
تَمْتَدُّ بِالضَّادِ أنْسابًا عَلى نَسَب

هي الإماراتُ، تَقْويمٌ لِذي عِوَجٍ
فيها مَزايا النُّهى والودِّ والهَيَب

أَهْلَ المَكارِمِ، باتَ الخَيْرُ هَمَّكُمُ
شَعْبٌ لَهُ يَسْجُدُ التاريخُ في الحِقَب

​​​​​وشَغَفٌ بالقُدْسِ

​​​​​​​​​
شَغَفٌ بالقَلْبِ أُعاهِدُهُ
بأَديمِ الأرْضِ مَعابِدُه

في القُدْسِ مَدينَةُ أجْدادي
قَسَمٌ بالأرْضِ نُواعِدُه

شَرِبَتْ غَيْماتُكَ منْ خَفَقي
منْ نَبْعٍ أوْحى وَاجِدُه

بِالخَيْرِ أنارَ عَقائِدَنا
وبُدورُ الحقِّ عَقائِدُه

أَمْجادُكِ لَسْنا نَنْساها
ابْنُ الخَطاَّبِ نُعَاضِدُه

حَسِبوا أَنَّ الأسْوارَ هَوَتْ
والبُعْدُ حَزينًا وَاصِدُه

تَجْري بِدمائي أهْواءٌ
والبَيْتُ تَطيبُ مَقاصِدُه

وَرْداتُ الدَّار وَزَنْبَقُها
وحُقولُ الغَارِ مَراقِدُه

صَلَّيتُ، وباسْمكِ يا قُدْسي
أبدًا لِلَّهِ مَناشِدُه
الأقْصى قِبْلَةُ أنْظاري
والشَّوْقُ إليكِ نُكابِدُه

قَدْ لَوَّنَ نَبْضًا في كَبِدي
والفَخْرُ بِمَجْدٍ حَاصِدُه

أُمِّي وأبي .. وجَبينُ أخي
ومرامُ العُمْرِ مَصَاعِدُه

لَمَعَتْ في سَيْفي أَنْجامٌ
بالعِزِّ تَذودُ مَحامِدُه

لَنْ أخْضَعَ.. ولْيَدْمَ جُرْحي
في وَجْهِ الفَجْرِ جَلامِدُه

لَمْ أرْكَعَ يَومًا.. لَنْ أَخْشى
مَوتًا بِالحَقِّ أُعاهِدُه

مِنْ حَيْفا .. منْ أرْضِ الفادي
تَهْويدٌ أَسْوَدُ رائِدُه

فَأنا أوْصالي في قُدْسٍ
عَهْدٌ تَرْويهِ قَصائِدُه

مَهْما ظَلَموا .. مَهْما هَدَموا
القُدْسُ – وَرَبِّي – شَاهِدُه

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى