المقالات

«مسك» تغرد خارج السرب

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم

الكاتب / أ.د رشود محمد الخريف

أطلقت مؤسسة مسك الخيرية مهرجانها “حكايا مسك” الثقافي الذي يحتوي على فعاليات ثقافية متنوعة تلبي رغبات كثير من فئات المجتمع، مع التركيز على الشباب؛ لتحفيزهم على طرح أفكارهم والتعبير عنها من خلال أربعة أقسام إبداعية، هي: الكتابة، والرسم، وصناعة الأنميشين animation، واستديو الإنتاج. وتستلهم مؤسسة مسك مهرجانها “حكايا مسك” من “رؤية المملكة 2030”. باختصار شديد، يعنى هذا المهرجان بصناعة المحتوى بقيم ثقافية وعلمية تحفز الشباب على طرح أفكارهم والتعبير عنها. لعل مشاركة ابنتي “رند” و”أمل” واستفادتهما كانت وراء اختيار موضوع مقال هذا الأسبوع

ولقد جعلت هذه المبادرة الرائدة والنوعية “مسك الخيرية” تتميز في تركيزها واهتمامها عن المؤسسات الخيرية الأخرى التي تركز معظم أنشطتها على المساعدات المباشرة للفقراء والمحتاجين، دون الاهتمام ببناء القدرات والنهوض بالمجتمع. ومع الاعتراف بالحاجة إلى المساعدات المباشرة، لا ينبغي أن تركز جميع الجمعيات الخيرية على هذا النشاط، بحيث تكون نسخة مكررة من بعضها، بل من الأفضل أن تقدم الجمعيات أنشطة متنوعة لجميع فئات المجتمع، وتركز على بناء الإنسان ورفع قدراته، وفي هذا السياق يقول المثل الصيني “لا تعطني سمكة، لكن علمني كيف أصطاد السمك”.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة مسك الخيرية تعمل على تمكين المجتمع من التعلم والتطور والتقدم في مجالات الأعمال والمجالات الأدبية والثقافية والعلوم الاجتماعية والتكنولوجية عبر إنشاء حاضنات لتطوير وإنشاء وجذب مؤسسات عالية المستوى، وتوفير بيئة تنظيمية جاذبة. وبذلك تهدف إلى بناء الإنسان من خلال تبني المبادرات وتشجيع الإبداع ودعم التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة. ومقارنة بغيرها، تتميز “مسك الخيرية” على نظيراتها بتركيزها على ثلاثة اهتمامات، هي:

1) الثقافة، إيمانا منها بأن نشر الثقافة هو سلم الصعود نحو النهضة والتقدم.

2) الإعلام، إدراكا لقدرة الإعلام وأهميته في نقل الخبرات والثقافات والأفكار.

3) التعليم، إيمانا بأن التعليم هو ركيزة أساسية لنهضة الأمم وقاطرة تعبر بالمجتمع نحو آفاق التقدم والتطور من خلال بناء عقول مفكرة وواعية ومبدعة.

وتشارك “مسك الخيرية” – على سبيل المثال لا الحصر – في دعم مبادرات متنوعة، فقد أطلقت “مسك الخيرية” عددا من المبادرات، مثل: ملتقى “شوف” الذي يهدف إلى رفع وعي الشباب بأهمية الإعلام الرقمي وتوطيد العلاقة بين المواهب الشابة والمستثمرين، وكذلك مبادرة “عوالمنا” الموجهة إلى الطفل والعائلة، التي تسلط الضوء على إبداع الأطفال وإبراز مواهبهم وتشجيعهم على الإبداع وتنمية المهارات.

وإلى جانب الإسهامات الرائعة التي تقدمها “مسك الخيرية” للمجتمع، أود اقتراح بعض الأنشطة التي تقع في إطار اهتمامات هذه المؤسسة الرائدة، وهي:

1) إطلاق برامج لتمكين المرأة من الإسهام في التنمية في السعودية من خلال تسهيل وصول المرأة إلى التخصصات التي تتطلبها سوق العمل وعقد الدورات المجانية في مجالات الحاسب الآلي، وأعمال البيع، وصيانة الجوالات، والتصميم الداخلي، وغيرها.

2) إطلاق مبادرة عن تعزيز قيم العمل وأخلاقيات المهنة لدى الشباب.

3) إطلاق مبادرات لتمكين الشباب من صقل مواهبهم في مجالات مهمة مثل التصوير الفوتوغرافي والتمثيل والإخراج المسرحي.

4) إطلاق مبادرات لتمكين الشباب “ذكورا وإناثا” على التصميم الرقمي graphic design الذي تحتاج إليه سوق العمل.

5) عرض نماذج رائدة وقصص نجاح يحتذى بها من قبل الشباب السعوديين وعقد لقاءات مستمرة معهم لزيادة التفاعل بين الشباب.

6) تشجيع المبادرات التطوعية ودعم الجيد منها لتعزيز العمل التطوعي في نفوس الشباب.

7) زيادة مدة ورش العمل والدورات التدريبية، إذ يلاحظ أن معظم الدورات وورش العمل التي تقدم خلال مهرجان “حكايا مسك” قصيرة جدا، لا تحقق أهدافها بالكامل، فمن المفترض ألا تقل عن ثلاثة أيام لإعطاء جرعة كافية.

 

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى