حصريات الحدث

#دكتور_سعودي قصة كفاحه ألهمت الكثير للاستمرار .. #عبدالله_الشيبي قصة كفاح ونجاح وصبر وإصرار .. همة حتى القمة.

#دكتور_سعودي قصة كفاحه ألهمت الكثير للاستمرار .. #عبدالله_الشيبي قصة كفاح ونجاح وصبر وإصرار .. همة حتى القمة.

تواصلت منصة الحدث الإلكترونية مع الدكتور عبد الله الشيبي وهنأته على النجاح الذي من الله عليه به في رحلة كفاحه واستمراره ..وهذه قصة نجاحه.

سمعت وقرأت كثيرًا من قصص النجاح والكفاح لأشخاص بدأو من الصفر.

وكانت تلهمني جدا وكنت أحب ان اقرأ مثل تلك القصص وكم كنت أتمنى ان أكون أحد هؤلاء الناجحين في يوم من الأيام.

أود ان ذكر لكم قصتي التي عدّت مِن مَن حولي بأنها قصة كفاح والحمد لله ولكن لا أدري هل تتكلل بالنجاح أم بالفشل.

‏ابدأ قصتي بان اذكر لكم أني لست من اللذين بدأو من الصفر، ولم أصل لهذا النجاح بتعبي وجهدي لوحدي وإنما وصلت بتوفيق الله أولًا ثم بمساعدة الكثير من الأشخاص حولي (والدي، والدتي، زوجتي، وطني الغالي، والكثير من أصدقائي).

لم أبدأ من الصفر وإنما بدأت من نصائح والدي ودعمه المتواصل.

‏في المرحلة الابتدائية كنت وبتوفيق الله ثم بجهد والدتي اطال الله بعمرها من المجتهدين والأوائل دائما. واستمر هذا النجاح ولله الحمد إلى ان وصلت بالتحديد للإجازة بين مرحلتي المتوسط والثانوي، حيث بدأت رحلتي مع المرض. صابتني اول نوبة صرع في تلك الإجازة حيث ظنت والدتي اني أنازع الموت.

‏ذهبت إلى المستشفى وقام الأطباء بعدة فحوصات وكشوفات حيث انهم اكتشفوا انه لدي ورم حميد في المخ يتسبب بكهرباء زائدة وينتج عن هذه الكهرباء حصول نوبات الصرع. وصف لنا الاستشاري الادوية وخرجت من المستشفى.

‏استمرت نوبات الصرع تأتيني بين فترة وأخرى،بسبب ذلك لم أستطع يوما أن اخرج لوحدي بلا مراقبة كأي شاب بعمر ١٥ سنه. كنت حتى اذا رغبت بالذهاب للبقالة تحت البيت لابد من مرافق معي و حتى عند ذهابي للمسجد كنت ارى والدتي تراقبني من النافذة بعيون القلق والخوف إلى ان اصل للمسجد والى ان اعود.

‏بدأت الدراسة للمرحلة الثانوية، وبطبيعة الحال ذكر والدي دون علمي حالتي لمدير المدرسة لأخذ الحيطة والحذر. وبعد إنهاء السنة الأولى، لاحظ الجميع تدني مستواي الدراسي عن العادة. ومازالت نوبات الصرع تصاحبني مع إلتزامي بأخذ الأدوية بمواعيدها.

‏ولاحظت مع الوقت أني لا أستطيع التركيز كما في السابق وأصبحت أنسى كثيرا. بسبب ذلك واجهت صعوبات كثيرة لمواصلة الدراسة ومع ذلك استمر والداي على تحفيزي وأني أستطيع المواصلة. وبعد فترة من الزمن، أصبحت نوبات الصرع تأتيني أكثر من السابق حيث ان عدة نوبات حصلت وأنا بالمدرسة.

‏اتذكر كيف كان أصدقائي يحاولون عدم ذكر ما يحصل لي امامي لكي لا اشعر بالحرج مع العلم أني اعلم كل التفاصيل عن ما يحصل لي وقتها من كثر شرح الأطباء لوالدي. فكر والدي كثيرا بان يجعلني اكمل دراستي بالمنزل. ولكنه كان يعدل عن قراره لاحقا، لم أكن افهم لماذا ولكني الان بعد ان نضجت فهمت.

‏والداي كانا يحاولان قدر الإمكان ان لا أحس أني ناقص عن من هم في عمري او انني لا أستطيع عيش حياتي بصورة طبيعية. بعد فترة من الزمن بحث والدي عن طبيب آخر ووجد طبيبا متمكنا في ماليزيا، واقترح علينا السفر إلى ماليزيا للسياحة.

‏الغرض كان لزيارة الطبيب ولكن والداي ثبتا فكرة السياحة باذهاننا واعتقد انه واضح ان السبب كي لا احس باي شيء. سافرنا، كان ذلك قبل أكثر من ١٥ سنة ولازلت اذكرها إلى الان ونحن بسيارة التاكسي ذكر والدي “ايش رايكم بما اننا فاضيين اليوم نروح للدكتور نجرب ونساله بس” وكنا جميعًا موافقين.

‏وذهبنا للدكتور مع مترجم، كشف الدكتور على حالتي وعلى الأدوية واذكر معنى كلماته إلى الان (من هذا الدكتور الذي وصف لك هذه الأدوية، انها السبب في تفاقم الحالة لأنها متضادة مع بعضها) وعلى الفور غير لي الأدوية ووصف أدوية أخرى وشرح لنا تأثير هذه الأدوية على المدى البعيد.

‏لقد اتضح سبب تدني مستواي الدراسي الان، وذلك لان هذه الادوية الجديدة والأدوية السابقة يؤثران على المخ بشكل مباشر ومع الوقت يضعف عندي التركيز وتتأثر الذاكرة.

عدنا إلى المدينة وكان والدي منزعجا جدا من الدكتور السابق ولا اعلم ماذا حصل ولكنني سمعت انه سيرفع عليه قضية.

‏الحمد لله، بعد الأدوية الجديدة بدأت تقل النوبات لدرجة انني في يوم من الايام ظننت انني تعافيت تماما. وبتهور وقلة مسؤولية مني وبعدم علم من والداي، ذهبت الى المدرسة ولم آخذ الدواء وحصلت يومها نوبة صرع أخرى بالمدرسة.

‏اكتشفت انني أخطأت وذكرت لوالِدَيّ ما فعلت، توقعت انهما سيوبخانني ولكن ليس هناك من هو أطيب منهما، لم ألقى سوى النصائح بالاستمرار على الدواء إلى ان يسمح لنا الدكتور بأن نوقفه. استمررت بالدراسة إلى أن تخرجت من الثانوية بعد جهد جهيد.

‏بدأت مرحلة البحث عن قبول جامعي وكان أمل والداي أن أحصل على قبول بجامعة طيبة بالمدينة لكي أكون تحت ناظريهما لأنني ما زلت مريضًا. كان والدي يحفزني على التقديم بكل مكان مع إني اعلم انه كان يقول ذلك بغير رضا منه، لم أوفق بالحصول على قبول بالمدينة.

‏وبعد فترة وصلني ايميل بقبولي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وكان قرارا صعبا. كيف سأعيش لوحدي وأنا بهذه الحال. كان والدي ذكيا، جعلني اذهب إلى جدة مع مراقبة معارفه لي لفترة. وبعد كم شهر قال “إِيش رأيك نروح امريكا للعلاج. قلت والدراسة قال لي لاحقين عليها خلينا نروح لا نضيع الفرصة”.

‏ووافقت وذهبنا إلى امريكا وبدأت رحلة العلاج التي استمرت لأكثر من ٤ أشهر. راجعنا الطبيب مباشرة وبعد الفحوصات اقر الطبيب مراقبتي لكم أسبوع لمدة ٢٤ ساعة في المستشفى لاتخاذ القرار المناسب. وكان الغرض من هذه المراقبة هو معرفة ما يحصل وقت نوبات الصرع بالتفصيل مع تسجيل كل شيء.

‏وبطبيعة الحال طلب مني الطبيب عدم تناول الادوية لتحصل نوبات الصرع. اوصلوا بجسمي جهاز يجعل الكاميرات تتبعني أينما ذهبت والكثير من الأسلاك على راسي وجسمي مع جهاز لرصد كل إشارات المخ والجسم. كانت الكاميرات بالمستشفى تصورني أينما ذهبت حتى بالحمام وأنتم بكرامة.

‏ومشت الأيام وبدأنا انا ووالدي نشعر بالملل والقلق لأنه طالت مدة بقاؤنا بالمستشفى ولم تحصل أي نوبات لدرجة اننا ظننا انني بخير ولا احتاج لعلاج 😁. وطلب مني الطبيب قراءة بعض القصص والمجلات المكتوبة بالخط الصغير ليزيد تركيزي لأن هذه النوبات تأتي غالبا مع التركيز العالي.

‏وبعد فترة جاءت النوبة أمام الطبيب كأنه جاء الفرج، لأول مرة نفرح لحصول النوبة. ومباشرة أقر الطبيب انني بحاجة لعملية جراحية. وكان هذا أصعب قرار على والدي اتخاذه. كنت ارى والدتي تبكي في المدينة ووالدي يحارب نفسه لاتخاذ القرار. وبعد فترة سألني “إِيش رأيك يا عبدالله بالعملية؟”

‏قلت لايوجد حال أسوأ من حالي الآن لذلك ارى ان العملية قرار سليم.كنت فاقدا للأمل بالحياة الطبيعية، ولا أخفيكم سرا انني كنت أفكر ان الموت ارحم لي من البقاء مريضا هكذا، لذلك لم أتردد بالموافقة على العملية (خربانة خربانة). وبعد فترة من المشاورات وصلاة الاستخارة قررنا إجراء العملية.

‏قبل العملية بأيام قام الطبيب بإجراء عملية قسطرة وانا مستيقظ، ادخل أنبوبًا من أسفل بطني بالجنب وكنت أحس بالأنبوب يمشي بجسمي الى ان وصل الى رقبتي. قال لي الطبيب لا تحرك راسك لكي يؤذيك الأنبوب الذي بداخلك. كان الغرض من هذه العملية الصغيرة هو معرفة اي صدغ من مخي هو المتحكم بالجسم.

‏وقتها قال الطبيب انه سيبخ غاز الى صدغي الأيسر ويسألني عدة اسئلة. وفعلًا فعل ذلك وبدا يسألني ما اسمك، أين انت الان، ما هذا اللون، وكنت اجيب بلا صعوبة والحمد لله. والان جاء دور الصدغ الايمن، بعد بخ الغاز بدا يسألني الطبيب نفس الاسئلة، احسست وقتها كم هو ضعيف الانسان،

‏لم أستطع تحريك اي شيء من جسمي ولا حتى شفتاي ولا عيوني، ولكي كنت واعيا ومدركا لما يحصل وكنت عند كل سؤال أتمنى لو فقط أستطيع تحريك رموشي لتنبيه الطبيب بأنني اعرف الإجابة ولكني لا أستطيع ان انطق بشي وكنت خائفا جدا ان يخطئ لأنني لم اتكلم.

‏وبعد فترة من الزمن أخرج الأنبوب وعدت الى طبيعتي كما كنت والحمد لله وبسرعة شرحت للمترجمة بأنني كنت أسمعك واعرف الجواب ولكنني لم أستطع ان أحرك اي شيء من جسمي. قالت هذا طبيعي لان الصدغ الأيمن من مخك هو المتحكم الرئيسي فيك.

‏بعد كم يوم جاء موعد العملية الكبيرة، واذكر جيدا دموع والدي وهو يراني ادخل إلى غرفة العمليات. وبفضل الله بعد عملية كانت لما يقارب ١٥ ساعة، خرجت إلى غرفة العناية المركزة مع تبشير الدكتور لوالدي بنجاح العملية والحمد لله.

‏وصف لي الدكتور عدد من الأدوية وكان يصف لنا أعراضها المستقبلية وكانت كذلك تأثر على المخ. ورجعنا للسعودية. وبدأت مرحلة التقديم للجامعات من جديد ولكن الان وبفضل من الله كنت أقدم بكل مكان وبلا خوف. وحصلت على قبول من كلية ينبع الصناعية.

‏طبعًا الدراسة كانت للحصول على الدرجة الجامعية المتوسطة او ما يسمى بالدبلوم العالي، وكانت مدة الدراسة ٣ سنوات ونصف. وبدأت فعلا الدراسة بها ولكنني واجهت صعوبات كثيرة بسبب انها كانت باللغة الإنجليزية.

‏بعد إنهاء السنة الأولي بالكلية اقترح عليّ والدي ان اطلب تأجيل الدراسة وأذهب لأمريكا لدراسة كورس لتقوية اللغة الإنجليزية. وفعلًا ذهبت وتعلمت والحمد لله تطورت لغتي بسرعة. وعدت إلى ينبع. كنت أوجه صعوبات كثيرة بسبب تأثير الأدوية وحيث انني لازلت مستمرا لأخذ الأدوية لفترة.

‏بعد كم سنة تقريبًا راسلت الدكتور بأمريكا عبر الإيميل “لقد انهيت المدة الي طلبتها مني لأخذ الدواء، ماذا علي ان افعل؟” كتب لي جدول وقتها لتقليل الجرعات تدريجيا لمدة سنة تقريبًا. وفعلًا بعدة سنة أوقفت الأدوية نهائيا والحمد لله.

‏واستمرت الدراسة ولكن للأسف كل ترم تكون درجاتي أدني من الترم الذي قبله وكنت محطما جدا. استدعاني والدي للعودة للمدينة بإجازة آخر الاسبوع. وتحدث معي بصراحة وقال لي “يا ولدي انت ليش حاط فبالك أنك نساي وما تقدر تذاكر مضبوط، قلت له لأنه هذي الحقيقة بسبب الادوية،

‏قال لي صح الأدوية السبب وما نقدر ننكر انها اثرت بس انت لا تقنع نفسك سلبا انك ما تقدر وأبدأ مذاكرة وقول فنفسك اقدر اقدر اقدر”. لا أخفيكم انني وقتها قلت لوالدي احترامًا له حاضر سأحاول ولكن للأسف بداخلي أقول “ما اظن انه الطريقة دي تنفع الا بالمسلسلات😁”.

‏ويوم الجمعة عدت إلى ينبع مبكرًا لكي أستطيع الاستيقاظ مبكرًا لحضور محاضرات يوم السبت. وبعد فترة من الزمن ومع اقتراب الاختبارات، كنت انا وأحد أصدقائي نحضّر لاختبار مادة industrial safety وكانت كلها حفظ والكتاب كان كبير يصل إلى أكثر من ١٥٠ صفحة.

‏قال لي صاحبي وقتها عبدالله انت حترسب، المادة حفففظظ مع ضحكة ساخرة. كلماته حركت بداخلي روح التحدي، وتذكرت كلمات والدي اطال الله بعمره (قول أقدر وأبدا وقول أقدر) وقلت مني خسران شيء، خليني اجرب.

‏وفعلا بدأت وكانت بداية النجاح كما ذكرت بأول القصة أني بدأت من نصائح والدي ودعمه المادي والمعنوي وليس من الصفر. كنت اذاكر وأقول أقدر. الاختبار كان بعد اسبوع وكنت اذاكر وكل ما احس بصعوبة الأمر واليأس أقول اقدر وارجع اذاكر. وفعلًا والحمد لله بعد خمس ايام أتممت حفظ الكتاب كاملا.

‏جاني صديقي ذاك وسألني “هل تحتاج لمساعدة” وقلت بفخر اني انتهيت من الكتاب،كان متفاجأً “معقولة، خلصت الكتاب كله، كم يوم اخذ منك؟” قلت ايوة الحمد لله خلصته في خمس ايام، قال لي ضاحكا ساخرا اجل انا أخلصه بخمس ساعات😂. وجاء وقت الاختبار وبتوفيق الله نجحت بالمادة بدرجة اعلى من صديقي.

‏ومن بعد هذه الحادثة أصبحت أضع نصب عيني ٣ أشياء

١- اقنع نفسك ايجابا تفعل المستحيل.

٢- مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.

٣- حفز نفسك بإقناعها بقدرتك على فعل اي شيء (أقدر وأقدر وأقدر) (تفاءلوا بالخير تجدوه).

‏كان هذا الاختبار في عام ٢٠٠٨ وكان هذا العام من اسعد الأعوام وأكثرها ذكريات جميلة فريدة من نوعها لن أنساها ما حييت. فقط تركت الأدوية للأبد بفضل الله، وكذلك تغلبت على عقدة انني لا احفظ ولا أستطيع المذاكرة، وعدت الى حياتي الطبيعية كأي شاب بسني والحمد لله.

‏ومن الذكريات الجميلة في ٢٠٠٨ انني جربت عطر (Life is)😍 وأصبح عطري المفضل حتى اصبح أصدقائي يسموه ب(عطر عبدالله😅). وبعد ما يقارب ٣ سنوات تخرجت من كلية ينبع الصناعية وحصلت على عروض عمل بالشركات وفعلًا بدأت العمل بإحدى شركات البترول.

‏ووقت عملي كان والدي دايما يحاول إقناعي بإكمال الدراسة للحصول على درجة البكالوريوس على الأقل، وكان ايضا زملائي بالعمل الكبار بالسن يخبروني ان إكمالي للبكالوريوس سيختصر علي مشوار اكثر من ٢٠ سنة بالشركة. وفعلًا قدمت بكل مكان وحصلت على قبول بأمريكا.

‏وسافرت ومن حسن حظي ان يوم وصولي لأمريكا كان الملك عبدالله رحمه الله بأمريكا وأصدر أمرًا بضم جميع الطلاب الدارسين على حسابهم الخاص للبعثة. طبعًا انا لم أكن اعلم بذلك، وكنت اخطط ان اذهب لدفع الرسوم الدراسية قبل انتهاء المهلة بيوم.

‏وفي ليلة ذلك اليوم وصلني ايميل من الملحقية الثقافية بأمريكا بالضمان المالي، من الفرحة شككت بلغتي حسّيت أنني باقرأ خطا🤣. سالت أحد أصدقائي المبتعثين وفعلًا قال لي مبروك هذي بعثة. وبدأت مرحلة الدراسة بأمريكا.

‏وبعد فترة رزقني الله بأجمل هدية، تزوجت والحمد لله، وكانت زوجتي بصبرها وطيبة قلبها أكبر عون لي بعد الله في غربتي (جزاها الله خيرا). وبعد سنة تقريبًا اكتشف أحد المدرسين بالجامعة ضعف تركيزي بسبب كثر أسئلتي بالفصل. واستدعاني لمكتبه وتحدثنا كثيرا.

‏كان مضمون كلامه “انت ايش هواياتك وايش الي تحب تشتغل عليه وهكذا”. قلت له أني أحب الدراسة العملية أكثر من النظرية لضعف تركيزي. قال لي وقتها كلام مشابه لكلام والدي عن القناعة السلبية والإيجابية.

‏أصبح يجعلني اعمل بالمعمل لساعات طويلة، وكنت كلما صعبت عليًا نقطة ذهبت اليه وكان دائما يوجهني بقراءة الكتاب الفلاني او مشاهدة مقطع اليوتيوب الفلاني لأحل النقطة الصعبة بالمشروع. وفعلًا سرت اتابع كلامه وامشي على كل تعليماته إلى ان أصبحت ابحث عن حل للمشاكل من دون الرجوع اليه.

‏اشتغل المشروع بنجاح وكان ذلك الدكتور جدا فخور بي ويثق بقدراتي لدرجة ان اي طالب يشتغل على مشروع بتخصصي وتصعب عليه نقطة معينة يقول له اذهب إلى عبدالله. كنت سعيدا جدا بذلك وكنت ابحث عن مشاريع أكثر لأعمل عليها. تطورت كثيرا بتخصصي وأصبحت أكثر ثقة حتى بالمواد الاخرى والحمد لله.

‏وفي يوم من الايام سألني هذا الدكتور هل تستطيع العمل على هذا المشروع ( كان مشروع مختلف عن تخصصي ولكنه هندسي) ولم أتردد بقول لا اعلم ولكن دعني احاول. كان الدكتور سعيدا جدا بذلك وقال لي وقتها انا جدا فخور بثقتك بنفسك. كانت كلماته تحفزني جدا وتحمست لكي اعمل أكثر.

‏عملت بحماس وبعد ان أنجزته أخبرني مشرفي ان مشروعي هو الأكبر بالجامعة ومبروك التخرج. كان الجميع سعيد بمشروعي حتى عميد الكلية كان جدا سعيدا بي. تخرجت والحمد لله وحصلت على درجة البكالوريوس بعد عناء استمر لمدة ٨ سنوات تقريبا

(2005-2013) 

العلاج+سنة لغة+٤ سنوات بينبع+٣ سنوات بأمريكا

‏بعد التخرج استمر والدي بتحفيزه لي لإكمال الدراسة لمرحلة الماجستير وكنت غير مقتنعا ابدا بإكمالها. ومع الوقت ومن كثر محاولات والدي لإقناعي، قلت له سأكملها في حالة حصولي على قبول بأمريكا لمرحلة الماجستير من واحدة من هذه الولايات ومع بعثة وفعلت ذلك لتصعيب الموضوع 😅.

‏قال لي جرب منت خسران. وفعلًا قدمت وحصلت على قبول من أحد الجامعات الي كنت ارغب بها ومع موافقة على ترقية البعثة لمرحلة الماجستير والحمد لله. وبعد سنتين تقريبًا تخرجت وحصلت على الماجستير والحمد لله. وعدت إلى السعودية لتبدأ مرحلة البحث عن عمل.

‏كان حلمي الحصول على عمل بأحد الجامعات الحكومية لكي احصل على فرصة الابتعاث لإكمال الدكتوراه. للأسف رُفضت من قبل جميع الجامعات الحكومية ولكني حصلت على فرصة عمل بأحد الجامعات الأهلية.

‏عملت لديهم لفترة من الزمن لأجمع ما يكفيني لإنهاء عالاقل متطلبات الانضمام للبعثة لمرحلة الدكتوراه وكانت انهاء ٩ ساعات بمعدل عال. وفعلًا عملت لفترة من الزمن وعندما حصلت على قبول لدراسة الدكتوراه من جامعة دنفر بأمريكا قدمت استقالتي وسافرت لأمريكا.

‏وبدأت دراسة الدكتوراه ولكنها كانت مرحلة جدا صعبة فدراسة الدكتوراه لا تمزح ابدا😅. بعد جهد جهيد انضممت الى البعثة بعد تحقيق الشروط وبعد فترة من الزمن استطعت والحمد لله اجتياز جميع المواد المطلوبة لأبدأ بالبحث.

‏وبعد محاولات مستميتة وبعد ان طلع لي الشيب بوجهي😁 استطعت اجتياز الاختبار الشامل للدكتوراه والحمد لله. وبدأت العمل على البحث.

‏وعملت على بحث لكم سنة وفي عام ٢٠١٧ وبعد تغير حاكم امريكا واجه الكثير من السعوديين مشكلة إلغاء الفيزا لمن هم خارج امريكا وانا كنت وقتها خارج امريكا لقضاء اجازة الصيف بالسعودية وعندما حان موعد عودتي لأمريكا أفاجأ بالمطار بانه عليا العودة ومراجعة السفارة الامريكية بجدة.

‏وفعلًا راجعت السفارة وأخبروني بانه نأسف لإلغاء الفيزا وطبعا بلا ذكر اي سبب. تحطمت نفسيا وقتها، بعد كل ذلك الجهد والوقت والمال وبعد وصولي لمراحل متطورة من البحث ذهب كل شيء ادراج الرياح (الحمد لله على كل حال). لا أستطيع ان أصف لكم كم الإحباط والتحطيم الذي شعرت به.

‏بقيت لفترة بالسعودية، لاارغب بمواجهة أحد وكنت أحس بالفشل مع إني اعلم ان ماحصل ليس لي يد به ولكن احساس الفشل لم يفارقني وقتها.

بحثت عن بدائل

وقدمت مرة أخرى بدول مختلفة، الحمد لله حصلت على قبول من ماليزيا. بعد الاستخارة قررت ان أنسى أمريكا وان ارفع طلب انتقال إلى ماليزيا.

‏وفعلًا انتقلت إلى ماليزيا وبدأت الدراسة هناك من جديد وبجهد جديد ومعاناة جديدة وبحث جديد ومازلت هناك. وطبعا في الوقت الحالي الكل متأثر بجائحة كورونا حمانا الله واياكم من كل سوء، كما ارجو ان لا يتم اتخاذ قرار بإلغاء الدراسة ونعود للسعودية بلا دكتوراه للمرة الثانية.

‏(what does not kill me, will make me stronger)

اعتذر عن الاطالة. حاولت انت اختصر قدر الامكان. احداث كثيرة لم يسعني المجال لذكرها لكي لا اطيل الحديث، حاولت ذكر الاحداث الرئيسيّة. 

سأخبركم بإذن الله حال حصولي على درجة الدكتوراه

دعواتكم لي بالتوفيق، وشكرا على وقتكم

تمت

#دكتور_سعودي قصة كفاحه ألهمت الكثير للاستمرار .. #عبدالله_الشيبي قصة كفاح ونجاح وصبر وإصرار .. همة حتى القمة.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى