أخبار منوعة

ألا و آلا بيش

كلمة تدخل الى القلب لمن عرفها أو تلفظ بها استبشارا بالخير لما يحمله هذا الوادي من سعة رزق لمن عاشوا على ضفافه وتغنوا به شعراً ونثرً وفناً انه وادي بيش العظيم .
يخبرني صديق لي بأنه في الثمانينات الهجرية بدأت رحلة الهجرة الى بعض مدن المملكة الكبرى لطلب الرزق وكسب المال ليعودوا به على أنفسهم وأسرهم بما ينفعهم . يخبرني بأن له صديق من قريته ذهبا معا إلى احدي مدن المملكة للعمل في مهنة البناء والتشييد حيث كان معظم العمالة وطنيةفي تلك الفترة من الزمن قلما تجد اجنبي الاّ في مهمة مديرا او مسؤول شركة او مصنع حيث بدأت النهضة العمرانية في المملكة تتوسع ، ومع مرور الوقت ومضي سنة تقريبا على الغربة ، حنّ صديقي لمسقط رأسه بيش ففي ليلة من ليالي الخريف خرج الى خارج العزبة على مطل مرتفع وأخذا معه الناي ( المزميرة) وبداء يصدح بتلك النغمات المؤثرة ولاح في الأفق برًاق بعيد شديد اللمعان مصحوبا بالأمطار فتذكر السّواري التي كان يشاهدها على مرتفعات الجبال التي ينحدر منها وادي بيش فقال المقولة المعروفة الا ولا بيش ،وأنشد يقول ( خولت براق على الديرة واثره على بيش هلالي ) وغلبته دموعه عندما شاهد هذا المنظر الخلاب الذي اعتداد رؤيته في قريته من أعالي الجبال ، فما كان منه الا ان قام بجمع حوائجه وأقسم من ليلته ان يرجع الى بيش مسقط رأسه بين حقوله وأغنامه التي اعتادها وعاش معاها ولأجلها، حاولنا ان نثنيه عن قراره فلم نستطع وأخذا سيارة اجرة واتجه الى موقف الجنوب وعاد الى بيته ولم يفكر بعدهابالسفر الى خارج قريته ، حب الوطن من الإيمان .

كتبه الاستاذ / قالب الدلح

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى