الحضانات بالتعليم مغيّبة عن التنفيذ

الحضانات بالتعليم مغيّبة عن التنفيذ

الكاتبة والمدربة الدولية /أ. نهله بنت محمد الجميعه

حينما يسعى اي كيان او منشاه لبذل المستحيل لتحقيق أهداف الأمن الوظيفي للعاملين فيها من الطبيعي ان تجد الانتاجيه حققت مستوى الرضا المطلوب بدون تخاذل ، ناهيك عن النتائج المترتبه من الانضباط و سد العجز و رفع المستوى التحصيلي انتهاء بارتفاع مؤشرات و معايير منظومة العمل بأكملها . 
السؤال أين ذهبت هذه التوصيات !! و الى أين توارى هذا الحلم ..! 
قبل عامين وذلك في عام 2015م أصدرت وزارة التعليم دليلاً إرشادياً لتوضيح آلية وضوابط وشروط افتتاح الحضانات في مقرات المدارس التعليميه الحكومية والأهلية والأجنبية ووضع تنظيمات وتشريعات خاصة بها، مشيرة إلى أن هذا الدليل سيخضع للتطبيق والتجريب في جميع الحضانات لمدة عام وسيتم تطويره بالملاحظات من خلال بيئة العمل .

وتضمن الدليل توضيحاً لأنواع الحضانات كالحضانات الملحقة بمباني المرافق التعليمية الحكومية والتي يلتحق بها أطفال منسوبات هذه المرافق فقط، والحضانات الملحقة بمباني المرافق التعليمية في القطاع الخاص الأهلي والأجنبي حيث يلتحق بها الأطفال من المجتمع المحلي مع أولوية لمنسوبات هذه المرافق، والحضانات المستقلة بمبانيها تابعة للقطاع الخاص الأهلي والأجنبي والتي يلتحق بها الأطفال بصفة عامة

كما بين الدليل شروط وضوابط افتتاح الحضانات وتشغيلها ومنها أن تفتتح الحضانات في مباني المرافق التعليمية في القطاع الحكومي بحيث لا يقل عدد الأطفال عن (20) طفلا في سن الحضانة (من عمر شهر إلى 3 سنوات)، وأن يقوم مدير التعليم أو مدير الجامعة أو من ينيبانه بالتعاقد مع مشغل للحضانة الملحقة بالمرفق التعليمي مع التأكيد على أن تتولى إدارة الحضانة مديرة أو وكيلة المرفق التعليمي، كما يشترط أن تكون الحاضنة سعودية بمؤهل لا يقل عن الثانوية العامة على أن يتم إلحاقها من قبل المشغل بدورات تدريبية تخصصية، وأن يطبق في الحضانة البرنامج التربوي المعتمد والوارد ضمن هذا الدليل الذي يهدف إلى تنمية مهارات الأطفال العقلية والإجتماعية والعاطفية والجسدية ويتناسب مع احتياجاتهم وقدراتهم، وتشرف مشرفات رياض الأطفال على الحضانات المستقلة والملحقة بالمرافق التعليمية والخاصة إشرافاً فنياً وإدارياً .

واشتمل الدليل على إرشادات لأمن وسلامة الأطفال وأن يكون الأطفال تحت المراقبة في كافة الأوقات، ووضع نظام إداري يضمن أمن مداخل الحضانة ومخارجها وتوفير حماية مناسبة للأبواب والنوافذ، متضمنا إرشادات لصحة الأطفال في الحضانة كالاهتمام بنظافة جميع المرافق وتوفير حقيبة إسعافات أولية ، و توفير ممرضة مقيمة لكل حضانة واشتمل أيضاً على شروط مبنى أو مقر الحضانة كأن يكون في الدور الأرضي ويشتمل على الفناء والملاعب ، والتهوية الجيدة والإضاءة المناسبة ويكون مستقلا بمرافقه وبوابته ويشتمل على غرف الأنشطة وغرف النوم ومرافق صحية وتوفير مكان مناسب للأم المرضعة وتجهيزات كالثلاجة وموقد كهربائي ومكان مناسب للطبيبة أوالممرضة .

وجاء في الدليل الإرشادي ، مواعيد العمل داخل الحضانات مع الأخذ بالاعتبار دوام منسوبات التعليم وفترة المناوبة بعد الظهر حتى انصراف آخر طفل، ولم يغفل الدليل عن وضع إرشادات خاصة بأمهات الأطفال واقتراح برنامج تربوي للحضانات كالأركان التعليمية والأنشطة التعليمية والمهارات النمائية وتوضيح الخصائص النمائية والتطويرية للأطفال ، ولكن منذ ذلك الحين الى الان واكملنا عامين متتاليين دون اي تفعيل لذلك علماً تطبيقها سيكون خطوة ايجابية مؤثرة للامهات العاملات على مستوى البيئة التعليمية من قائدات واداريات ومرشدات وكل ام في مهامها الوظيفية بالاستقرار النفسي ، وايضاً تطبيقها سيقلل من حوادث اعتداء الخادمات على الاطفال ، وستكون دعم لاداء المهام بطمأنينة وجودة اعلى ، وزيادة في الانتاجية ، ولكن اين التنفيذ ..! وما هي الاسباب للتعثر في تفعيل القرار وتطبيقه علماً بانه تشكلت لجان وكان مفادها إسناد تشغيل حضانات المدارس لمستثمرين ، نتمنى من وزارة التعليم اعادة النظر لذلك القرار المغيّب عن التتفيذ وتذليل كل الصعوبات حتى يبتهج الجميع بعدم انتظار طال اعوام . و تنفيذ آليته يعتبر الخطوة الكبرى لتحقيق الفائدة العامه .