المقالات

صوت الشباب

بقلم : نغم محمد

وطننا وطن الشموخ والعز ولدينا إنتماء له يفوق الوصف نحبه نفديه بأرواحنا .. لكننا كشباب وشابات نعاني من كثير من الأمور التي ترهقنا ونرغب بمن يستمع لأصواتنا لنرتفع ونرتقي بهذا الوطن الكبير الذي نحبه .. منها:  بعد سنوات من الدراسة والتعليم والمبالغ المدفوعة لأجل الحصول على شهادات تليق بمستوياتنا .. يتكلف الأباء بدفع كل مايملكون لأجل أن يتعلم أبنائهم أفضل تعليم سوا بالمدارس أو الجامعات وكل يوم ترتفع اسعار التعليم وبالنهاية لاتوجد وظائف أو يحصل هذا الإبن أو الإبنة على وظيفة لا تليق بمستواه التعليمي ولا تعوض رواتبها حتى مبلغ فصل دراسي واحد .. والوظائف الحكومية التي يطمح إليها الكثيرين لاتأتي إلا لمن هم ذوي حظ عظيم أو ذوي واسطة قوية .. ويتشرط القطاع الخاص بالشهادات والخبرات والدورات التعليمية ومن ثم الراتب لا يكفي حاجة الموظف ولا يفتح له بيت والأدهى والأمر حين توظيف ذوي الواسطات بالقطاع الخاص وهم ليس لديهم شهادات حسب المطلوب ويعاملون مثل اصحاب الشهادات وببعض الأحيان برواتب أعلى منهم ولا يوجد أي تقدير لتعب السنين والشهادات والعلم الذي سهرنا لأجله لنصل إلى العلا كما علمونا بالمدارس وتساءلت قبلاً أين هو العلا وأين سهر الليالي ؟ هل ضاعت هباء هل سنندم على تلك الليالي التي ضاعت والجهود المهدرة ؟ كيف نحب وظائفنا ونحن لانجد التقدير فيها ؟ كيف ننجز العمل بروح ايجابية ونحن نشعر بالقهر بداخلنا ؟ والبعض منا يفكر كيف يدبر أموره الشخصية فيضع مبلغاً لإيجار بيته ومبلغاً لسيارته ومبلغاً لفواتير الكهرباء والماء والهواتف ومبلغاً لمصروفات المنزل ومصروفاته الشخصية هل ستكفيه ٤٠٠٠ او ٥٠٠٠ لكل هذا ؟ وبعيداً عن الترفيه والأمور الأخرى التي لا يستطيع الحصول عليها والتي يتمنى أن يمارسها في حياته ولو مرة واحدة .. إلى متى سيظل الشباب يعيشون في جلباب أبائهم ؟ وكيف سيعيش أبنائهم ؟ هل يعيشون في جلباب أجدادهم ايضاً ؟ أم يعزف الشباب عن الزواج لأن الراتب لا يكفي احتياجاتهم الشخصية فكيف سيفي بمتطلبات الزواج وكل الأسعار ترتفع من حولنا فماذا تفعل ٤٠٠٠ او ٥٠٠٠ في ظل متطلبات الحياة مهما اقتصد الشباب بمتطلباتهم لن يستطيعوا العيش بهذه المبالغ ..

رفقاً بالشباب فهم سواعد بناء المجتمع وهم أساسه المتين فمعظم شبابنا يعاني من القولون العصبي و التوتر والإكتئاب وكثرت حالات الطلاق لأنه يعجز عن تلبية أمور بيته ويشعر بالضعف مما أثر على حياته الزوجية يحاول البعض بشتى الطرق أن يصل لبر الآمان ولكن تصدمه مخالفات مرورية بمبلغ يفوق راتبه كيف يسدد هذا المبلغ ؟

كثيرون خلف القضبان بسبب الديون المتراكمة وكثيرون لديهم خدمات موقوفة لا يستطيعون السداد ماذا يفعلون ؟

حاولوا كثيراً وبكل مرة يظهر مايكون عائقاً لهم .. حاولوا بالتجارة متطلبات كثيرة عليهم يجب دفعها لا أحد قادر على الشراء ولا أحد قادر على السداد .. اتجه أخرون لطريق مسدود من الإنحرفات لعلها تعطيهم المال الذي يسعون للحصول عليه لسد متطلبات الحياة الصعبة و لكنهم يفقدون الأمان بحياتهم ويفقدون صحتهم ويفقدون عقولهم وتتكاثر الجرائم فما الحل؟

بنك التنمية الإجتماعية يضع مبالغاً هائلة للشباب لبدء مشاريعهم الصغيرة ولكن بشروط معقدة لا يستطيع الجميع توفير تلك الشروط .. وبعد تلك التعقيدات والشروط لفتح المشروع من البلدية ومن المؤجرين ومن ومن وما أن يبدا افتتاح المشروع حتى يطالبه البنك بالسداد أو الخصم من الكفيل وتعرض الشاب للإحراج مع الكفيل ومحاولته تدبير مبلغ السداد الذي لم يحصل عليه بعد من مشروعه ومن ثم يتم اقفال المشروع ويبقى الشاب مدين للبنك بالسداد ويبحث عن وظيفة ليسدد المبلغ ويدير امور حياته الشخصية.. متعبة هي الحياة بهذا الشكل وهذه الصورة فالشباب في ضياع مستمر ولا يقدرون على الحياة كما كانوا ينظرون لها ..
نرغب في اهتمام احد بالشهادات وتقدير الموظفين .. نرغب برفع رواتب ابناء وبنات البلد لينجزوا ويعتمدوا على أنفسهم .. نرغب بالوظائف التي تناسب كل شخص على حسب شهاداته .. نرغب بمنع الواسطات التي دمرت الكثيرين واعطت الحق لمن لا حق له بالمكان .. فالشباب هم أمل المستقبل لماذا تم تدميرهم قبل وصولهم للمستقبل .. و لأننا نحبك ياوطن نرجوا النظر في أمرنا للوصول بهذا الوطن إلى القمة .

مبادروة ملتزمون

‫3 تعليقات

  1. موضوع مهم ولكنه شائك ومتداخل.فمشكلة الشباب في كل بلداننا العربية واحدة.وخاصة اصحاب الشهادات الذين تعبوا جدا من أجل الدراسة والتخرج في كافة الاختصاصات.فبعد سنين طوال تتلاشى افراح الشباب وطموحاتهم أمام عقبات الحياة والروتين المتوارث على مر الأجيال.فلا يجدون أمامهم سوى السراب.وتتحطم أهدافهم أمام أعينهم قبل الوصول إليها.تستمر المناشدات ولكن مامن جدوى.الدولة معنية بالشباب فهم ثروة حقيقية ومعطائه واذا ما قدمت الفرص الحقيقية لهم فسنشهد تقدما كبيرا وملحوظا في كافة المجالات وبما يضاهي التطور العالمي.المشكلة تكمن في عدم وجود الرغبة الحقيقية لحل المشكلات المتأصلة والتي يحاول البعض أن يجعلها من المستحيلات التي تحتاج إلى معجزات لكي تجد لها الحلول المناسبة.الامر ابسط من ذلك.توفير الوظائف وبرواتب مجزية وتفعيل قانون التقاعد لمن تجاوزا المدة القانونية في الخدمة.مع إعطاء القروض الميسرة ودون فوائد وعلى أجل طويل الأمد للتسديد.وانهاء المحسوبية والواسطة تلك ستكون نواة السير في الإتجاه الصحيح من أجل النهوض بواقع الشباب المؤلم الذي يتطلع إلى أن يعيش كريما هانئا في بلده دون حاجة لأحد.
    استاذة نغم لقد وضعت النقاط على الحروف وحددتِ مواقع الخلل وندائكِ لمن هم في موقع المسؤولية سيكون امانة في أعناقهم ولعل صداه يكون محركاً للضمائر.
    بوركتِ..ودام قلمكِ استاذة نغم

  2. تسلم ايدك على المقال الهادف الذي يعبر عن معاناة شباب و شابات وطننا الغالي و يركز على كل تفاصيل المشكلات التي يواجهونها في ظل الانظمه المفروضه عليهن في هذا للزمن و التي تعيقهم للوصول إلى أهدافهم و الذي بدوله يؤثر سلبا على المجتمع ككل لان المجتمع يصبح كاللبنات المتهالكه و التي بالكاد تستطيع الصمود امام عموامل تعريه الحياة التي تزداد صعوبه مع الايام..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى