المقالات

البرقُ ضرب من؟ قصّة أخلاقية. 

كتبه /
أبوباسل عبدالله الزبيدي

حافلة مليئة بالركّاب كانت مسافرة وعلى حين غرّة تغيّر الطقس، أمطار غزيرة ورعد وبرق. لاحظ الركّاب أن البرق يبدو وكأنه يأتي نحو الحافلة ثم ينتقل إلى مكان آخر. بعد طلبين أو ثلاثة، أوقف السائق الحافلة على بعد خمسين قدمًا من شجرة وقال: ’’معنا في الحافلة شخص كُتب له الموت اليوم وبسببه كل الآخرين سيقتلون؛ أريد من كل واحد أن يذهب الواحد تلو الآخر، يلمس جذع الشجرة، ويعود إلى هنا. الشخص الذي كُتب له الموت سيلتقطه البرق ويموت أما الآخرون فسينجون‘‘.
أُجبر الراكب الأول على الذهاب ولمس الشجرة والرجوع. نزل من الحافلة على مضض وذهب ولمس الشجرة. قفز قلبه من الفرح عندما رأى أنه لم يحدث له أي سوء وبقي حيّا. وهكذا حدث بالنسبة لسائر الركّاب إلا واحدا. عندما جاء دور الراكب الأخير رشقه الجميع بعيون متهمة. كان ذلك الراكب خائفا جدا وممانعا إلا أن الجميع أرغموه على الخروج من الحافلة والتوجه للمس الجذع. بهلع شديد، خطا ذلك المسافر الأخير نحو الشجرة ولمس جذعها.
صوت رعد شديد جدا وبرق هبطا وضربا الحافلة، نعم البرق ضرب الحافلة وقضى على كل ركّابها. البرق لم يضرب الحافلة ويقضي عليها من قبلُ بسبب هذا المسافر الأخير.

هذه القصة تعلمنا أنه أحيانا نحن نحاول أن ننسب رصيدا أو فضلا ما لإنجازاتنا ولكن ذلك قد يكون أيضا بفضل شخص بجانبنا. و أن لا نستصغر أحداً فقد يكون ولياً من أولياء الله ونكون نحن حينها الضالين وإن تراءى لنا عكس ذلك الآن.
قال تعالى: ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

مبادروة ملتزمون

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى