نبضة قلم

( إحذر أن يدمرك طموحك)بقلم الكاتبة:ولاء منشي

بقلم: ولاء منشي
مرض جديد بدأ في الإنتشار ونراه موجوداً في كل مشاكلنا وخلافاتنا سواء أكانت مع أنفسنا أم مع من يشاركنا جانباً من جوانب الحياة أيا كان اسمه ودوره.
مرض «التعود على النعمة» فالتعود على النعمة من جانبه النفسي وانعكاسه على قبول وضعك له جانب مهم ومؤثر، فكم خطرت في بالي وأنا أفكر بهذا المرض أمثلة كثيرة لمواقف عشتها وحالات سمعتها تعيش أسوأ حياة بسبب عدم استغلال النعم والفرص التي لديهم لأنها حشرت في عقولهم فكرة السعي لتحسين النفس لأن حياتهم الحالية لا ترضيهم، فأغلب المشاكل وأغلب الصراعات الحياتية منطلقها طلب المزيد إما لعدم وعي وإدراك ما نتمتع به ونحصل عليه الآن، وإما بسبب برمجة ذاتية سببها ما نشاهد ونستقبل من الغير فتنشأ المقارنات حتى تعتقد أنك لا شيء.
فكم من وظيفة مريحة لا ترضي صاحبها بسبب مقارنتها مع غيرها في الراتب، وكم من لحظات حقرنا أنفسنا فيها بسبب عدم حصولنا على هذه الميزة وتلك بينما يتمتع بها من هم دوننا حسب وجهة نظرهم، وكم من لحظات جميلة تفوت بسبب تطلعاتنا للحصول على المزيد فيمضي الوقت ونخسر لحظات المتعة الحالية تحت حجة المستقبل والقادم، وكم من الوقت مر دون أن نستمتع بوجود من نحب لأننا ببساطة تعودنا على وجودهم حتى اعتبرناهم أحد اكسسواراتنا البالية المركونة.
أحدثك عن الوقت الذي مضى وأنت أسير لترهات غيرك ولقوانين حياة وضعها غيرك وطبقتها على نفسك معتبراً إياها طموحاً واجب الأداء، أحدثك عن قيود الوظيفة والإجازة والحياة، وعن شعور العجز الذي راودك وأنت تحاول أن تلحق بهدف ربط به رضاك وحياتك، عن عدم استغلال ما تملك الآن وتحصل عليه في إسعاد نفسك ومن حولك، عن نسيان كل إيجابيات حياتك الحالية والعيش ضمن دائرة اليائسين لأنك لا تستطيع هذا أو ذاك.
لا أريد احباطك ولا إيقاف خطط طموحك ومستقبلك ولكن كل ما أريد ايصاله أن الطموح لا يعني العيش بكأبه وأن النقص لا يعني عدم وجود شيء، وأن التطلع شيء إيجابي مادمت لا تفقد معه يومك الحالي في طريق الوصول إليه، ولا ادعوك لتكون ساكناً دون هدف وواقفاً دون طموح ولكن إحذر أن تتعود على النعمة ويأتي اليوم الذي لا يرضيك فيه شيء.

مبادروة ملتزمون

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى