نبضة قلم

على ذكرى السِّتون

بقلم| أفنان جميل.

بدأ اليوم كالأمس
وهما لا يختلفان عن الغد
رمادي الألوان
قاتم الفرحة
معتم السعادة
مختلطُ المشاعر
انحناءة الحنين تحطمني
ونوبة البكاء تلازمني
أراقب من زاوية ضيقة مجريات حياتهم
أبنائي، بناتي، أحفادي…
أبكمٌ أنا بنظرهم
قلبي ينطق عن لساني

لا يهمُّ أن أُسمعهم صوتي
لم يعد هناك مَن يهمني أمره
كل الحياةِ سرابٌ بدونكِ (زوجتي)
أنا كالعدمِ بعد رحيلك
وبتُّ أهوى النوم ولا شي غير الصمت والظلام أراه..
الناسُ من حولي يعيشون كما عشتُ يوماً
مواسمُ فرح ومناسباتٍ وضحكات تعلو
أصوات حنينهم المُستتِر في قلوبهم
أنظر إليهم بشفقة لعِلمي بأنهم سيكونون يومًا مّا مثلي وسيرون الحياة بعيني
توقّف الوقت منذ أن رحلتِ
وعينايَ تتوق لبريقِ عيناكِ
كنتُ يومًا أمازحكِ بأني متلهفٌ لِأن آتي ببديلةٍ عنكِ ولَم أكن أعلم أن الحياة سترغمني على فراقك للأبد
بلا عودة، دون أن أجد مَن أمازحه ثم أمتدحه بشغبٍ أمام أطفالي
يستنكرون نومي الطويل وإغماضةُ عيني وفقْد شهيتي للحياةِ واختناقُ أنفاسي من بعدكِ
بتُ كطفلٍ أرتجي منهم التفاتة بأصوات اجتماعهم..
أشعر أنها بقربي تنظر إليّ بنظرات الفخر والسعد بأن هؤلاءِ ذريتنا سيُحيون ذكرنا حين نرحل.
أصعب مافي الحياةِ أن يصبح الاثنانُ واحدًا ليس اجتماعًا إنّما فراقًا
وتبقى الأيادي معلّقةً في الهواء عند محطة الراحلين تلوّح بالوداع

يرحلُ الشريكُ ونصف الفؤاد والعين
كيف هي الحياة بلا مؤنسٍ و لا قلبٍ يعانقنا على الدوام؟
كيف لي أن أرى ملامحها في وجوه أبنائها؟
كيف لي أن أشرحَ ماقد حفظته عبر السنين
مواعيد نومي، كتبي المفضلة، ما أحبُّ وما أكره، ما يُضحك مَبسمي ويُزيل همي
كيف للحياةِ أن تعوّض قلبي عنها؟!
إنني اليوم يا زوجتي الغائبة عن عيني والحاضرة في قلبي
أعيشُ على ذكرى الستون عامًا معكِ
توقفت حياتي يوم رحيلكِ ومعكِ أخذتِ قلبي وروحي وكلُّ مشاعري
اليوم لا صوت لي ولا همس ولا رغبة أو بهجة
فقط اليوم إيحاءات إيجاب أو تمتماتُ رفض أو ادّعاءُ نومٍ ودمعاتٌ حارقة
وأحلامٌ كثيرة ورؤى تجمعني بكِ كلّ حين.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى