شريط الاخبارضيف وتفاصيل

حوار النخبة الثقافية بعنوان ” اتخاذ القرار”

متابعة وإعداد / وسيلة الحلبي

حوار النخبة هذه المرة جاء مختلفا فقد أراد رئيس النخبة الثقافية الدكتور محمد الشريف أن يبدأ الحوار بهذا المقال:

” تخيفك أشياء كثيرة، فأنت مثلا تخاف من الشيخوخة لذلك تحاربها بكل ما استطعت وكل ما تملك من صبغة تخفي الشعيرات الفضية وحقن البوتكس والكولاجين وتغيير في الأزياء وربما في الأصحاب وأنت مثلا تخاف المرض لذلك تصاب بالهلع حين تصاب بالزكام أو يوجعك بطنك وتتناول جميع أنواع الأدوية وتذهب إلى مليون طبيب ومئة صيدلية وتخلط الأدوية مع عصير الليمون وفص ثوم. يخيفك التغيير وهذا طبيعي فكل من حولك يتحدث عن ماض ذهب ولن يعود وعن نفوس تغيرت وعن الدنيا التي أصبحت بشعة وصعبة وعن القرن الذي كثرت حروبه ومشاكله متناسين أن الحروب العالمية كانت في قرن رحل وزمن مضى.

التغيير يرتبط في ذهنك بالتحول للأسوأ، والتغيير قد يعني الخروج من مساحتك المريحة من الأشياء التي تعودت عليها ودائما تذكر نفسك بأن “الذي تعرفه أحسن من الذي لا تعرفه”. فأنت تفضل البقاء في وظيفتك التي تكرهها ولا تطيقها لأنك خائف من تبعات الانتقال لمكان آخر فالتغيير الوظيفي ليس بالسهل خاصة حين يكون أمامك مسئوليات. أنت خائف من التغيير لذلك قد ترفض فرصا وظيفية أفضل لمجرد أنك خائف من التغيير خائف من التجربة. وأنتِ تفضلين البقاء في كنف زوج متسلط وعنيف خوفا من لقب مطلقة لذلك تتقبلين الإيذاء الجسدي الإجرامي وتعيشين دور الضحية حتى تصبحي فعلا ضحية. الخوف هو المحرك الأساسي الذي يمنعك من التغيير ويمنعك من اتخاذ خطوة قد تكون في صالحك ولأنك تفضل أن تتعامل مع السيئ الذي تعرفه وتعودت عليه أكثر من التعامل مع الجديد الذي لا تعرفه وتفضل أن تعيش حياتك متذمرا نادما بدلا من أن تتخذ خطوة قد تكون تصحيحية أو خطوة نحو الجديد الذي من حقك أن تجربه فمن حقك مثلا أن تجرب قدراتك في وظيفة جديدة أو مجال عمل جديد قد تبدع فيه؟ حياتك كلها تتمحور حول اختياراتك، وأنت تعي جيدا أنك تملك حق الاختيار وأنك كشخص ناضج تعرف أن لكل اختيار عواقبه ولكل فعل تبعاته ولكل شيء جوانبه الحسنة والسيئة، وأنك تملك تغيير اختياراتك وقراراتك حسب معطيات حياتك الحالية واحتياجات اللحظة أو العمر أو المرحلة لا حسب ما تعودت عليه في زمن مضى وتنسى أنك تتغير كل يوم فلماذا تخاف من التغيير؟ ويبقى السؤال: هل ترفض التغيير لأنك تخافه أو لأنك تعرف جيدا أنه لا يناسبك؟ إجابتك على هذا السؤال تحدد خطواتك القادمة.”

  • وبدأ حواره مع أعضاء وعضوات النخبة الثقافية قائلا حوارنا الليلة عن اتخاذ القرار. هل ترفض التغيير لأنك تخافه او لأنك تعرف انه لا يناسبك؟

 فرد رجل القانون الدكتور محمد لطفي: داخل المنزل؟ لا قرار لنا وخارج المنزل؟ نحاول.

  • قال الدكتور محمد الشريف: هل ترفض التغيير لأنك تخافه او لأنك تعرف انه لا يناسبك؟

فقال د. محمد لطفي: المصريين بطبيعتهم لا يحبوا التغيير لكن حالياً بدأوا يتجرأوا قليلا، وأعتقد أن التغيير مرتبط بالبيئة والظروف المحيطة والدافع الداخلي ولكنه لازم وضروري. وقفزة العمر تختلف طبعا. فرد الدكتور محمد الشريف: التغيير لمجرد التغيير أعتقد غير مفيد. وقال د. محمد لطفي: ممكن قفزة دراسة أو تجارة أو دراسة أو زواج. وقالت الأستاذة حنان :  التغير والمغامرة لن يخرج من دائرته ستبقى حياته على نمط واحد فالمجتمعات لا تتقدم دون تغيير. وقال الأستاذ ممدوح الروحاني لولا التغيير لبقيت البشرية في المغارة وعصور الجهل. أعتقد نحن أكثر شعوب العالم خوفا من التغيير لدينا فوبيا التغيير لذا نميل لمنع كل شيء وتاريخنا حافل بتحريم ما أحل الله ابتداء من الكيمياء وعلم الفلك والحنفية ومكبرات الصوت والتصوير ووصولا إلى تقريبا كل جديد في التقنية بما في ذلك جوالاتنا التي نتحاور من خلالها والنت الذي بفضله يوجد هذا الملتقى الثقافي. هذا الخوف المرضي من التغيير أحد أهم أسباب تذيل معظم مجتمعات الشرق الأوسط في قائمة التقدم.

فرد الدكتور محمد الشريف: إذا التغيير له ارتباط بأكثر من ناحية. ما هو التغيير الذي تقصد أستاذ ممدوح وأعتقد هناك ثوابت لا يمكن تغييرها.

فقالت الأستاذة حنان  : تلك الثوابت تبقى على مستوى المفاهيم الكلية وليس التفاصيل الحياتية اليومية، وقال الأستاذ ممدوح الروحانيالعالم من حولنا يتغير يوميا وبالتالي من الطبيعي أن نتغير نحن أيضا وهذه سنة الله في الحياة. اعرف القلق الموجود لدى الكل من التغيير خوفا على الثوابت الإيمانية ولكن من وجهة نظري المتواضعة التغيير مطلوب للحفاظ على الثوابت (عكس ما يعتقد الناس).

وتداخلت الأستاذة فاطمة الدوسري بقولها: مساء الحوارات الجميلة، والعقول الراقية، لا يمكن أن نحدث التغيير دون أن نتغير فتمسكنا بنفس الأفكار لا يعطينا فرصة للقفز على تحدياتنا النفسية، أكثر ما يشل قدرتنا على التغيير هي ثقافة العيب من كل شيء..فرد الأستاذ ممدوح الروحاني: عدم التغيير هو الذي جعل مجتمعاتنا متدينة نظريا ولكن غير متدينة عمليا، لأن الجمود ورفض التغيير خلق لنا فجوة بين الفكر والواقع. فقال الدكتور محمد الشريف: حياتك كلها تتمحور حول اختياراتك، وأنت تعي جيدا أنك تملك حق الاختيار وأنك كشخص ناضج تعرف أن لكل اختيار عواقبه ولكل فعل تبعاته ولكل شيء جوانبه الحسنة والسيئة، وأنك تملك تغيير اختياراتك وقراراتك حسب معطيات حياتك الحالية واحتياجات اللحظة أو العمر أو المرحلة لا حسب ما تعودت عليه في زمن مضى وتنسى أنك تتغير كل يوم فلماذا تخاف من التغيير؟ ويبقى السؤال: هل ترفض التغيير لأنك تخافه أو لأنك تعرف جيدا أنه لا يناسبك؟ إجابتك على هذا السؤال تحدد خطواتك القادمة.ثم قالت الأستاذة فاطمة الدوسري وهذه حقيقة ظاهره لدى البعض، وتصنع الأزمات والمتناقضات وأحيانا الصراعات الاسرية. وقال الأستاذ ممدوح الروحاني: ولدينا آلاف الأمثلة الأخرى الناتجة عن تمسكنا الأعمى بالماضي. فرد الدكتور محمد الشريف: هذا كلام جميل جدا أستاذ ممدوح إذا نحن نتحدث عن التغيير لمتطلبات الزمان والمكان. فرد الأستاذ ممدوح صحيح لأن الاحساس بأن الاسلام لا يتناسب مع الزمان يجعل الناس يبحثون عن مصادر أخرى وإلحاد وتطرف.

وقالت الأستاذة فاطمة الدوسري المشكلة ان هناك خلط في المفاهيم. عند البعض من منظورهم الخاص وعدم قدرتهم على تجاوز محطة الذات والانا العالية، فنراه يرى نفسه مركز الكون ولا يرغب في التقدم قيد انملة للمساهمة في اي تغيير يحدث دون ان يتوافق مع ما يريد. ورد الأستاذ ممدوح بقوله: نعم وهذا التغيير سيؤثر على كل جزئية من جزئيات حياتنا وأضافت الأستاذة فاطمة الدوسري: أننا لن نستطيع أن نتجاوز مالم نؤسس الجيل القادم على تقبل الرأي الآخر والتعايش مع أطياف المجتمع بكافة مستوياتهم وتنمية روح الفريق والعمل المشترك إذا وصلنا الى هذه المرحلة، تكون خطواتنا نحو التغيير ثابتة.

  • دكتور محمد الشريف: لكن كيف نهيئه هل من مناهجنا ام سلوك المجتمع ام من ماذا؟

قالت الأستاذة فاطمة الدوسري التهيئة تأتي من جميع الأطراف بدأً بالوالدين والمدرسة والمسجد والمجتمع المحلي وتظافر وسائل الاعلام الجادة والهادفة نحو تحقيق الهدف. أما الأستاذ ممدوح الروحاني فقال: وأحيانا يعرضنا للوقوع في معصية عظيمة إلا وهي تحريم ما أحل الله وللأسف لقد وقعنا في ذلك كثيرا خلال العقود الأخيرة إحدى الكتب تشير إلى قائمة تتضمن أكثر من 300 تحريم لمتغيرات كانت حلال ولكن بكل جرأة حرمنا منها ، وهنا المضحك المبكي  بأننا في عز محاولتنا الحفاظ على الدين كنا نرتكب كبيرة تحريم ما أحل الله  فقط بسبب تعصبنا لما تعودنا عليه ورفضوا لقبول التغيير والذي هو سنة من سنن الله عز وجل. وقال الدكتور محمد لطفي: التغيير يبدأ من داخل الانسان. هل آلية الغرب في التغيير اختلفت عن آلية التغيير في مجتمعاتنا العربية؟ ولماذا؟

فرد الدكتور محمد الشريف: سؤال ممتاز جدا. وقال العميد محمد القرشي: لا مانع من تغير المكان إذا كان لا يساعد في التغير مثلا تغير المدينة إلى مدينه أخرى فقد يتغير الحال. فقال الدكتور محمد الشريف: نعم نعم أبا ناصر. ثم قدم شكره للجميع على هذا الحوار الثري.  

 

 

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى