ضيف وتفاصيل

العنود سعيد أنا صديقة الجميع

حوار : نغم محمد السمرقندي 

كاتبة وصحافية متميزة استطاعت أن تسلب العقول بكتابها الوحيد و أوصلت من خلاله رسائل متعددة لتمتلك القلوب بقلمها المبدع ونحن بمنصة الحدث الإلكترونيه تشرفنا بحوارنا مع هذه المبدعة ..

١-من هي العنود سعيد ؟
العنود سعيد صديقة الجميع ، أتمتع بقدر كافي من المصالحة مع الذات،أنثر بعض من أحرفي على الورق، أكتب في عدد من الصحف السعودية،عضو بهيئة الصحفيين السعوديين.

٢-“كاتبة مقالات بعدة صحف” لماذا لم تستمر العنود بصحيفة واحدة ؟
يحتاج الكاتب لمساحة من الحرية التي من خلالها يستطيع أن ينقل وجهه نظره في أطروحات معينه وإيصال رسالة تحمل في ثنايا حروفها مفاهيم وقيم اخلاقية للمجتمع
بعتقادي الشخصي ان الصحف اليوم هي من تبحث عن الكاتب الجيد لسبب بسيط جداً وهو أن الكاتب قادر أن يوصل رسالته من خلال وسائل عديدة لم تعد تقتصر على الصحف فحسب ،هذه الوسائل الحديثة أتاحت للكاتب سهولة التواصل والتفاعل مع شريحة أكبر من الجمهور.
أنا ابحث بين قوسين عن تلك المساحة الممنوحة للكاتب وفق آليات وضوابط بالتأكيد لاتتجاوز المسموح به.
للأسف بعض الصحف تتمسك بما يسمون “كتاب الرأي ” لمجرد اقدميتهم في الصحيفة وليس لموهبتهم وهذا من سؤى التقدير للكلمة، فقد تُقلص مساحة كاتب جيد لديه موهبة جلية لسبب غير منطقي فقط لانه مبتدئ وغير معروف!!
لذا تتضح هنا أهمية الكاتب في المجتمع من خلال ما يطرحه من أفكار تساعد على تغيير نظرة الانسان نحو قضايا معينه.
معظم الكتاب لديهم هاجس نحو معتقدات ومبادىء وقيم وثوابت للمجتمع يتناولونها من خلال تلك المساحة المسموحة لهم في معالجة قضايا اجتماعية وسياسية وفكرية ، كذلك الكاتب الجيد لديه قدرة على تحريك مشاعر الجمهور في أحداث معينة قد نتج عنها لغط أو جدال فهنا يأتي دور الكاتب لإيضاح الصورة الصحيحة و وضعها في إطارها الصحيح. الاستمرارية لدي في أي صحيفة هي متعلقه بأمرين أحدهما الحرية الممنوحة للكاتب لأبداء رأيه دون أي إملاءات أو ضغط من الأخرين فمتى ما توفرت تلك الحرية كانت أحرفي متواجدة.

٣-الأشباح تعشق الظلام كتاب صدر من دار الأدب العربي للعنود سعيد حدثينا عن هذا الكتاب بشكل مفصل ؟

كتاب “الأشباح تعشق الظلام” هو عبارة عن نصوص أدبية متنوعة في طرحها ، فصل واحد من الكتاب يتناول بعض من الجوانب المظلمة لأي مجتمع بشري ويتحدث هذا الفصل عن مجموعة من أشباح البشر يبثون سمومهم في الظلام وينشرون الرعب والخوف في كل مكان .
أوضحت أيضا في هذا الكتاب طُرق المواجهة مع هذه الأشباح وكيفية القضاء عليها، الجانب الأكبر من فصول الكتاب تجنح للعاطفة وهو بمجمله متنوع في أسلوبه وطرحه وحصل بفضل الله على تغطية من بعض الصحف المحلية والثناء عليه من عدد من المهتمين بالشأن الثقافي.
من المجحف بحق الكتاب الحكم عليه من العنوان قبل الإطلاع عليه،فالبعض من خلال ما استوحه من العنوان اتجه مباشرة للاعتقاد بأنه يحمل جزء من مفاهيم الرعب التي تبتر الهدف الاساسي الذي آلف لاجله الكتاب .
القارئ حينما ينتهي من قراءة الكتاب كاملًا سيفهم لاحقًا المغزي من العنوان وهذا ما يود الكاتب إيصاله للمتلقي( أن العنوان رمز مبهم لايمكن فهمه حتى تتم قراءة صفحات الكتاب بالكامل من خلالها يفهم القارئ بنفسه المغزى والهدف من هذا العنوان ويضعه في موضعه الذي كُتب لاجله.

٤-“أجد متنفسي في الكتابة حينما يغزو الألم قلبي ” عبارة ذكرتيها سابقا في إحدى اللقاءات هل يمكن أن توضحين لنا ماهي تلك الألام أو بمعنى اخر هل الألم يصنع موهبة ؟

لا أحد ينكر أن الألم جزء من المشاعر الإنسانية التي تمر على أي شخص يعيش في هذه الكوكب وهذا أمر طبيعي ومن مُسلمات الحياة.
هذه الفترة من الحزن أو الألم التي تمر علينا جميعاً تُحدث بالتأكيد تغيرات في داخلنا .
في مرحلة معينه من حياتي وقبل أن ابداء بالكتابة بشكل رسمي كانت تعتريني حالة من الحزن دون سبب ؛حتى وأنا في اللحظات السعيدة كنت أشعر بمساحة من الحزن الداخلي الذي لا اعرف سببه غير أنني احتاج لعزله قليله مع نفسي، أفرع كل ما يجول فيها من مشاعر وأحاسيس على الورق دون أن اقيد نفسي بطقوس معينه ، بعد الانتهاء من الكتابة يتجدد نشاطِ بشعور مختلف وأحتفظ بعد ذلك بما كتبته .
في ظني أن اغلب الكتاب تراودهم هذه الحالة فالكاتب كغيره من البشر تعتريه العديد من المشاعر الفياضة والكتابة هنا تمكنه من أن يُفرغ تلك المشاعر على الورق بعكس الأشخاص الأخرين الذين قد يكبتونها فتتراكم في قلوبهم وقد تنعكس على حياتهم بالسلب.

٥-هل فعلا الكتابة تريح القلب من أوجاعه ؟

علماء النفس ينصحون بكتابة تلك المخاوف والهواجس التي تنتابنا وتفريغها على الورق انطلاقاً من ان الكتابة تسهم بنقل مخاوفنا من العقل الى الورق، الأمر الذي من شأنه ان يساعد على تجسيد المشاعر والأحاسيس السلبية والعمل على مواجهتها والتغلب عليها.
أجزم أن القلم والورق صديقان جيدان لنا.
أعجبني قول للشاعر عبد الرحمن العشماوي واكتفي به في الأجابة عن هذا السوال.
على قلمي تكاثرت الجروح
فما يَدْري بأيِّ أسىً يَبُوحُ
كأنَّ برأس ريشته دُوَاراً
وثغراً من مَواجعها يصيح
إذا أمسكتُه لأَخُطَّ حَرْفاً
تَلَجْلَج نُطْقُه وهو الفَصيحُ
أُضاحكه بأنغام القوافي
فأشعر أنَّه عنِّي يُشِيحُ
على قلبي من الأعباءِ حِمْلٌ
وفي أعماقِه حُلُمٌ يَنُوحُ
يثور عليه موجٌ من أنيني
وتعصف بالزَّوارقِ فيه رِيحُ
تؤجِّج حبرَه آلامُ قلبي
فظاهره كباطنه يَفُوح
وكم حاولتُ صَرْفَ أسايَ عنه
فلم أُفلحْ ولم تَزُلِ القُروحُ
كأنَّ الحِبْرَ في قلمي دموعٌ
على وجناتِ أوراقي تَسيحُ

٦-هل ترى العنود أن الكتابة هي الصديق الحقيقي والوحيد لها ؟
بالتأكيد فالكتابة رفيقتي الدائمة ،هي فقط من تتحملني وقت تقلبات مزاجي ،الكتابة ليست مُجرد حِبر يسطر على ورق وليست حروفا تُكتب بلا معنى . هي بمثابة صديق يُشاركك كل لحظاتِك ، أتحدث معه متى شئت عن كل التفاصيل حتى تلك المملة التي قد لايتحمل سماعها مني بعض البشر .
الكتابة عالم أستطيع أن أطرق بأبها في أي وقت دون أن تشعرني بالتضجر، أستطيع أن أبوح فيها عن كل المشاعر الثائرة في داخلي .
أكتب كل مايجول في نفسي دون خجل حتى تلك التفاصيل التي يظنها البعض تافهة لكنها تحكي عنا ولنا في ضعفِنا و ألأمنا وشغفنا وأشواقنا وذكرياتنا وخوفنا وأحلامنا تلك التي تتوق للحياة .بأختصار الكتابة حضن واسع يحتضنني في كل حالاتي.

٧-كيف كانت بداية العنود وماهي الصعوبات التي واجهتها ؟
بالنسبة لِكتابة الخواطر أنا كنت أكتب منذ سنوات الجامعة لكنني أحتفظ بها لنفسي، لم تكن تلك الكتابات مجرد خربشات بل كانت خليط من المشاعر ليست خاصة بحياتي الشخصية بل كانت أحاسيس ومشاعر تُثيرها أحيانا مواقف في الشارع أو رؤية طفل يبكي أو قصص فراق والعديد من الذكريات التي تستثير الكثيير من أحرفي. يعتقد البعض أن النصوص التي يحملها كتاب الأشباح تعشق الظلام تُمثل حياة الكاتب لكن الأمر بعيداً كل البعد عن الحقيقة ، أنا كما سبق وأن ذكرت يستثير قلمي تلك المواقف وإن كانت في أماكن عامة لا علاقة لي بها .
دائما البدايات تُحفر في الذاكرة ولاتنسى اتذكر جيداً ذلك اليوم حين كنت أتصفح بهاتفي إحدى التطبيقات وبالصدفة تعرفتُ على الكاتبة والأستاذة منال فهد ، عرضتُ عليها تلك الخربشات وقالت لي بالحرف الواحد(أنتي كاتبة رائعة ولكِ مستقبل باهر ، استمري ولاتهملي هذه الموهبة) ومن هنا كانت بداية الانطلاقة في عالم الكتابة .
بالنسبة للصعوبات فثقي عزيزتي ليس هناك طريق مفروش بالزهور والورود، على مر التاريخ ستجدين كل الذين يُشَارُ بالبنان لِنجاحاتهم كان طريقهم ممهدا بالأشواك .
النجاح طريق مليء بالعثرات والصعاب وللنجاح أيضا أعداء بارعون في تحطيم الطموحات ، فهم لايودون لغيرهم أن يتقدموا في أي مسيرة للحياة ،كل ما يجب علينا فعله عدم الإلتفات لهم والمضي في طريق نجاحاتنا.

٨-هل شاركت بأحد معارض الكتاب الدولية ؟
أنا شخصيًا لم أشارك لكن كتاب الأشباح تعشق الظلام كان متواجد في جميع المعارض الدوليه والسبب في عدم مشاركتي هو تكاسلاً مني و لِظروف أيضا شخصية .

٩-ماهو جديد العنود ؟
أنهيت قبل أيام رواية (شجرة عارية) والتي بإذن الله سترى النور قريبًا.

١٠-كلمة تود العنود مشاركتها لقراء صحيفة الحدث؟
سأختم ببعض الأحرف من إحدى نصوص كتاب الأشباح تعشق الظلام وهي إهداء مني لِقراء صحيفةالحدث.
(انهض كلما سقطت فليس كل سقوط نهاية قد تجد بين أزقة تلك النهايات نور يقودك لبدايات عظيمة)
في نهاية هذا اللقاء أقدم امتناني وتقديري للأخت نغم محمد على هذا اللقاء اللطيف.

نشكر كاتبتنا المبدعة العنود سعيد على هذا الحوار الشيق والذي عرفنا عليها بشكل اكبر .

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى