المقالات

كيف أرى..؟

منصة الحدث ـ بقلم ـ سمية الغامدي

بدايةً دعوني أخبركم ماهي متلازمة داون؟
هي زيادة في عدد الكروموسومات أي أنها تصبح في أحد الخليتين ثلاثة كروموسومات عوضًا عن إثنان، وهكذا نُوجَد أنت وأصدقائي ، أصدقاء الداون.

والآن أعرفكم عن نفسي: اِسمي البراء وعمري اربعة عشرَ سنة وعمري العقلي عشرةُ سنوات.

في عالمي الخاص حيث أستطيع أن أكون من أريد ، بعيدًا عن ضجيج الحياة الواقعية، ولكني أُفضِل أن أكون مهندسًا معماريًا أبني المنازل الرائعة وناطحات السحاب التي لم ترَ عينٌ مثلها من قبل، فبالرغم من كونها مجرد وسائد وبعض الأغطية الصيفية الخفيفة إلا أنني استمتع جدًا بلعب دور المهندس المعماري، ويروق لي أيضًا أن أكون سائق حافلة أقِلُ الناس من مكان لآخر والابتسامة تعلو وجهي الجميل لكن هنالك مشكلة واحدة فقط؛ لا أملك حافلة! لكن لا بأس أستطيع أن اتخيلها هي الأخرى أيضًا وحتى أزيد الأمر متعة أقوم برصِّ الكراسي الصغيرة خلف بعضها البعض وأجلسُ في المقدمة متخيلًا نفسي سائق حافلة ويلعب أهلي دور الركّاب ولا أصف لكم سعادتي عندما أفعل هذا، أعني القيام بالأمور التي أحبها عندما تشاركني عائلتي القيام بها.

حسنًا، سأخبركم بمَ أنا مميزٌ عن غيري من أصدقاء الداون: الشعور، أستطيع أن أشعر بأي شخص سواءً أكان هذا الشخص سعيدًا أم حزينًا، ويسعدني أن أكون بجانبك وأساندك عندما تحتاج للسند، وأن أُربّتَ على كتفك وأخبرك بأن كل شيء سيمضي وأن الأمور ستتحسن، لكن لا تسعفني الكلماتُ دومًا، ولكن أعتقد أن أفعالي توصل الفكرة دون الحاجة لأي حرف، لكن.. أحيانًا أشعر بأنني أريد أن أنطلق بالكلام وأُعبّر عمَا يجول في خاطري وعن رغباتي ونزواتي ومشاعري؛ لكي يفهم الناس ما أريد! لكني سعيد، لأني لا أتكبّد عناء كل هذا، فلدّي شيءٌ لايملكهُ أحدٌ غيري، أمي ، نعم أمي فهي مميزةٌ جدًا ورائعة لا مثيل لها، وإن وُجِد وهذا مستحيل فلن أحبها مثلما أحب أمي ، لدي أختٌ أيضًا لا نتفق أغلب الوقت لكن قلبي يعجُّ بالمشاعر نحوها فبالرغم من جميع حروبنا ومعاركنا اليومية إلا أنني أحبها ، ولكن ليس بالقدر نفسه الذي أُحِبُ به أمي ، فانا أحب أمي أكثر بالطبع، أحب إخوتي ايضًا ولدي أبٌ رائع جدًا.
حسناً، اعتقد انني انتهيت هنا، هكذا أرى.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى